أحلام طفل
أبي،في ظلام السجن هل تسمع الندا
أم الليل والأشياك تحتجب الصدى؟
أراك تبيت العيـن ساهـرة الدّجى
و بالـك مشغولا وقلبـك مجهـدا
***
أنا كلّمـا سار الحديث على فمي
ذكرتك حتّى صرتَ في الأذن منشدا
ذكرتك عند النوم و الفجر داعيـا
بربّي و أمّـي حين أركـع ساجدا
بذاكرتي أصبحـتَ ذاكـرة لهـا
وفي عمق قلبـي أنت تسكن أوحدا
ببعدك عنّـا أمست الـدار ظلمة
كأنّ بها الأنـوار تبعـث أسـودا
يعذّبني ما إن سكنت بمضجعـي
خيالي إذا ما لاح طيفـك كالنـدى
تطاردني الأحلام في غسق الدّجى
فألمـحُ عند النـوم شيخـا مقيّـدا
أحرّك طرفي في الظـلام تأمّـلا
وصورتك البيضاء تدنـو فتبعـدا
سدى كلّما راحت إليك أصابعي
و جدتُ يديْ في الليل ذاهبـة سدى
تبدّد حلْمي حين أيقنـت أنّني
أصارع وهمـا في خيـالي مبـدّدا
***
أبي، أسأل الأيام هل أنت عائـد
و أسأل نفسي هل أراك مجـدّدا !؟
يعـود صدى صوتي إلـيّ محمّلا
على الأمـل المنشـود وهـو يردّدا
سيرجع حتما ذات يوم لبيتــه
و تشرق وجه الشمس من أفق المدى
مع تحياتى رشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا