هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تاريخ اسدود بلدنا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin



عدد المساهمات : 2304
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 43
الموقع : https://mmmm0.yoo7.com

تاريخ اسدود بلدنا Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ اسدود بلدنا   تاريخ اسدود بلدنا I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 18, 2010 11:56 am

تاريخ القرية
أولاً: التسمية وأصل الكلمة:
يسمونها إِسْدُود بكسر الهمزة وتسكين السين، وضم الدال، وأَسْدُود بفتح الهمزة، وتسكين السين، وضم الدال، وهي تعريب لأشدود الكنعانية - وليس العبراني – فقد عربها العرب فأبدلوا الشين سيناً كما هو الحال في كلمة ( موشى ) العبرانية؛ لتصبح ( موسى )، وكلمة ( المشيح ) بالعبرانية؛ لتصبح ( المسيح )، فكذلك الحال كان في أشدود الكنعانية.
واِزْدود بهمزة وصل مكسورة مع تسكين الزاي، وهي الغالبة على ألسنة عامة أهل أسدود الذين أبدلوا همزة القطع همزة وصل، وأبدلوا السين زايًا، وهي لهجة من لهجات العرب القديمة، حيث يبدلون السين زاياً إذا ما جاورها دالاً، أو تاءً مضمومة، مثال ذلك: فزدق من فستق، اِزْدود من أسدود، وزعتر من سعتر، وقد ذكرها ابن خردذابه أحد مؤرخي القرن الثالث الهجري في كتابه (المسالك والممالك) بهذا الاسم حين قال: " إن ازدود كانت محطة على طريق البريد من مصر والشام، تقع بين محطتي الرملة وغزة "( ).
وكذلك ذكرها المقدسي – أيضا – في كتابه أحسن التقاسيم" باسم اِزْدود حين كانت من بين البلدان التي كان فيها ربط للمسلمين، محصنة بالأبراج على الشواطئ الفلسطينية في القرن الرابع الهجري " ( ).
وقد سماها العناقيون – وهم أول من سكن أسدود – باسم أشدود بمعنى الحصن، وهو مشتق من أشدود البلدة القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد، حين أطلق عليها الكنعانيون أشدود بمعنى القوة أو الحصن " ( )،، وقد ظلت على قوتها وحصانتها إلى ما بعد القرن الرابع الهجري بحسب ما أكده المقدسي في كتابه السابق .
ثانيًا: النشأة والبناء:
مدينة كنعانية جعلها الفلسطينيون – الذين سكنوا أرض كنعان، والذين سميت الأرض فيما بعد باسمهم فلسطين – جعلوها إحدى مدنهم الرئيسة الخمس: غزة، وأسدود، وعسقلان، وجت ( )، وعاقر، فاعتزوا بها، وعمروها، وحصنوها في وجه الغازين الذين تكالبوا عليها.
يذكر الكتاب المقدس " العهد القديم" أن أشدود كانت ضمن " أقطاب الفلسطينيين الخمسة؛ الغزي، والأشدودي، والأشقلوني، والجتي، والعقروني"( ).
ويذهب الأستاذ الدباغ إلى أن المدينة بناها الكنعانيون، و" أن (سياني) من أحفاد (أيل) أعظم ألهتهم هو الذي بناها، وأقدم سكانها هم (العناقيون)، ولما نزل الفلسطينيون الآتون من جزيرة (كريت) بلادنا، أضحت إحدى مدنهم الخمس الرئيسة، ويبدو أن السيادة كانت لأسدود، كما كانت مركزاً لعبادة الإله (داجون) الذي كان له صورة رأس ويدي إنسان وجسم سمكة.
ولما انتصر الفلسطينيون على اليهود في معركة رأس العين في شمال شرقي يافا في حوالي عام 1050 ق. م، غنموا تابوت العهد الذي كان اليهود يحتفظون فيه ملفات سننهم وشرائعهم، ووضعوه في هيكل (داجون) ( ) .
لقد حافظت أسدود على اسمها الكنعاني العربي من يوم نشأتها إلى يومنا هذا، مثلها مثل بعض المدن الكنعانية الأخرى التي حافظت على اسمها دون تغيير أو تحريف، رغم أن هناك بعضاً من القرى قد تغير اسمها أو تحرف، ومنها ما اندثر، وأصبحت من القرى البائدة، وقد جدد اليونان بناءها، وأقاموا عليها مدينة (ازوتوس) ”( ).

ثالثاً: أسدود العاصمة والسيادة:
لعبت أسدود دوراً هاماً وبارزاً على مدار سنيها الخوالي، كان ذلك نتيجة عدة أسباب، منها: موقعها المميز والمتميز على الخط الساحلي الرئيس الممتد من غزة إلى يافا، ومرور خط سكة حديد القنطرة – حيفا فيها، ثم سعة المدينة وضخامتها، إضافة لغناها المادي والحضاري، ثم كونها مركزاً دينياً مرموقاً لوجود الإله داجون – إله البحر( ) - وهو ما أكدته الموسوعة الفلسطينية بالقول: " وقد دلت الحفريات الأثرية التي جرت في ستينيات القرن العشرين على أن أسدود الفلسطينية، كانت على جانب كبير من الحضارة والغنى المادي، وقد اُكتشِفت فيها أختام كتبت بخط غير معروف، وألواح وأوان دينية مختلفة " ( ).
كل ذلك جعلها واحدةً من أهم أقطاب الفلسطينيين الخمس، تتبوأ مركز العاصمة، وتكون لها السيادة. يذكر أصحاب الموسوعة أنه " في سنة 715 ق. م، نشبت فيها ثورة ضد الآشوريين بتحريض من شاباقا فرعون مصر، فأرسل صارغون الثاني ملك أشور قواته لمحاصرتها، ودام الحصار أكثر من ثلاث سنوات، تمكن في نهايتها (711 ق. م) من اقتحام المدينة، وإخضاع ملكها، وأسكن فيها مستوطنين آشوريين، وأصبحت أسدود مِنْ ثَمَّ عاصمة لولاية آشورية " ( ) ، ولم يتمكن المصريون من أخذها إلا بعد 29 سنة أي حوالي 630 ق.م، وفي القرن السادس قبل الميلاد ظلت " أسدود عاصمة الفلسطينيين مزدهرةً للغاية، مما جعل هيرودوت – المؤرخ المشهور – يسميها مدينة سوريا الكبرى "( ).
وفي القرن الرابع قبل الميلاد؛ حين وقعت أسدود تحت هيمنة الإسكندر المقدوني وسيطرته، ظلت "عاصمةً لمنطقتها، وعرفت إذ ذاك باسم ازوتوس Azotus"، وعندما دخل الرومان البلاد عام 63 ق. م، واستولى عليها القائد الروماني (بومبي) " جعلها جزءاً من ولاية سوريا... ، وفي عام 55 ق. م أعاد القائد غابينوس بناءها، وأرجع لها رونقها القديم.. ، وفي عام 400 م كانت أسدود مركزاً لمقاطعة تشمل قرى كثيرةً، منها:عاقر وقطرة وإذنبه " ( ).
ويذكر الأستاذ الدباغ أن مدن الفلسطينيين الخمس " كانت كل منها مستقلة استقلالاً تاماً في شؤونها، لكنهم كانوا يتحدون حين الخطوب، وحين يتعرضون للأخطار، ويبدو أن السيادة كانت لأسدود، وكان يلقب حاكم المدينة بلقب (سيرين – seren)، والأرجح أنها كلمة فلسطينية بمعنى (سيد)" ( ).

رابعاً: أسدود تاريخ ومعارك:
تجمع كتب التاريخ ومراجعه على أن أسدود يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر ق. م، وأنها كانت ذات تاريخ عريقٍ، وماضٍ مجيدٍ، يقول أصحاب الموسوعة: " يرجع تاريخ أسدود كما دلت الحفريات الأخيرة إلى القرن السابع عشر ق. م، وكانت أسدود منذ ذلك الزمن القديم ميناءً هاماً، ومركزاً تجارياً، وفي القرن الثاني عشر ق.م، نزل الفلسطينيون الساحل، وجعلوا أسدود إحدى مدنهم الخمس الرئيسة، ومركز عبادة إلههم (داجون) " ( ).
كما يؤكد الأستاذ محمد شراب في كتابه (معجم بلدان فلسطين)، أن أسدود " يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر ق. م، وأول من سكنها العناقيون من القبائل الكنعانية، وسموها أشدود بمعنى الحصن... ، وفي القرن الثاني عشر ق. م دخلها الفلسطينيون، وجعلوها إحدى مدنهم الخمس الرئيسات حتى القرن السادس ق. م، سماها هيرودتس (مدينة سوريا الكبرى) " ( )، وقد هاجمها اليهود في عام 1050 ق. م، وانتصر الأشدوديون عليهم في معركة (رأس العين) ( )، وفي عام 743 ق. م استسلمت المدينة إلى (تغلات بلاسر) الثالث ملك أشور، وحاصر أسدود مدة ثلاث سنوات (715 – 711 ق. م )، وفيما بين العام (659 – 630 ق. م)، حاصر المصريون الفراعنة أسدود، واستمر الحصار مدة (29) سنة، وفي القرن الرابع ق. م وقعت أسدود تحت سيطرة الإسكندر المقدوني، وفي سنة ( 165 ق. م ) دخلها الرومان، ثم في عام 38 م تنصر سكان أسدود مع غيرهم من سكان الساحل الفلسطيني، وفي عام 325 م اشترك أسقفها الأول سيلفانوس في مجمع نيفية، وفي عام 400 م كانت أسدود مركزاً لمقاطعة تشمل قرى كثيرة، وفي القرن السابع الميلادي دخلت أسدود في دين الله أفواجاً ( )، وفي عام 512 هـ عسكر فيها الصليبيون لمدة ثلاثة أشهر، وقيل إن السلطان المملوكي قايتباي مر بالقرية سنة 1477م وهو في طريقه إلى دمشق " ( )، وفي سنة 1596 م كانت أسدود قرية في ناحية غزة (لواء غزة).

(1) أسدود الكنعانية والمصريون:
تؤكد بعض المصادر التاريخية " أن العلاقات بين مصر وفلسطين قديمة جداً، تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وذلك أن صحراء سيناء لم تكن في يوم من الأيام عقبةً أو حائلاً يمنع الفرد الانتقال... لقد كانت فلسطين ملجأً للمضطهدين السياسيين من مصر، وكان أهل البلاد – الكنعانيين العرب – يستقبلون هؤلاء الملتجئين إليهم بكل حفاوة وتكريم... ، وكانت التجارة من العلاقات الوثيقة التي ربطت بين فلسطين ومصر، لكن هذه العلاقات سرعان ما أصبحت صلات سياسية، فقد تمكن رُسل سيزو ستريس الأول 1970 – 1935 ق. م ابن امنحمت الأول أن تجوب البلاد الفلسطينية الجنوبية بانتظام حتى (جازر)، وانتشر المصريون قي تلك الأنحاء، وانتشرت تبعاً لذلك اللغة المصرية، فصار اسم فرعون هناك مقرونا بالخوف والوجل"( )، كما يذكر " أن بلاد السهل الساحلي لفلسطين – وضمنها أسدود – قد خضعت للجيوش المصرية بقيادة ( تحتمس ) حين" زحف بجيوشه لإخضاع الثائرين، مبتدئاً من مدينة ( ثارو tharu ) قرب القنطرة، وكان ذلك في نحو 19 نيسان 1479 ق. م، فوصل إلى غزة الواقعة على مسافة مائة وستين ميلاً من مدينة ( ثارو) في 28 نيسان؛ أي بعد مسيرة تسعة أيام، والمرجح أن عدد جيوشه كانت تتراوح بين عشرين وثلاثين ألفاً، واخترقت الجيوش المصرية السهل الساحلي، وأرسل تحتمس قائده جهوتي – Djehuti؛ ليستولي على يافا ومحاصرتها، ولما امتنعت عليه وعجز عن اقتحامها لجأ إلى الحيلة…" ( ).

(2) أسدود الكنعانية والفلسطينيون:
تذكر المراجع التاريخية أن الإيجيين ( ) الذين كانوا يسكنون بلاد آسيا الصغرى وبلاد اليونان، قد فروا أمام الزحف الهندوأوروبي أواخر القرن الثالث عشر ق. م، فعبروا البحر متجهين ناحية سواحل مصر والشام، ومن هذه الجماعات المهاجرة الثكاليون ( )، والفلسطينيون ( ).
والفلسطينيون: هم " قوم أتوا من (كريت) فسكنوا غزة وجوارها، ثم ازدادت هجرتهم من كريت، فامتد استعمارهم لشمال غزة، حتى امتلكوا الساحل إلى الكرمل، وللشرق حتى وصلوا إلى سفوح الجبال، وأخذوا يتأهبون لسحق الإسرائيليين الذين كانوا قد وضعوا لهم موطىء قدم في وطننا، فالثكاليون والفلسطينيون هم أول من أتى لفلسطين من سكان أوروبا، ولعل غزوتهم لهذه الديار كانت أول فتح عربي ذكره التاريخ لهذه المنطقة من الوطن العربي " ( ).

(3) أسدود الكنعانية واليهود: (معركة رأس العين – أفيق 1050ق. م) :
من أهم المعارك التي خاضها الفلسطينيون واليهود معركة (أفيق أو رأس العين) التي يذكرها الكتاب المقدس (العهد القديم) بنوع من التفصيل، فيقول في (صموئيل الأول، الإصحاح الرابع): " وخرج إسرائيل للقاء الفلسطينيين، ونزلوا عند حجر المعونة، وأما الفلسطينيون فنزلوا في (أفيق)، واصطف الفلسطينيون للقاء إسرائيل، واشتبكت الحرب، فانكسر إسرائيل أمام الفلسطينيين، وضربوا من الصف في الحقل نحو أربعة آلاف رجل...، وهرب كل واحد إلى خيمته، وكانت الضربة عظيمة جداً، وسقط من إسرائيل ثلاثون ألف رجل، وأُخِذَ تابوت الله، ومات ابنا عالي ( حفني وفينحاس ) " ( )، ويبدو أن التابوت المذكور في الكتاب المقدس، هو ذلك التابوت الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز، حين قال: " وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين" ( ).
ويستطرد الكتاب المقدس، " فقالوا: إذا أرسلتم تابوت إله إسرائيل، فلا ترسلوه فارغاً، بل ردوا له قربان إثم، حينئذ تشفون، ويُعلم عندكم لماذا لا ترتفع يده عنكم، فقالوا: وما هو قربان الإثم الذي نرده له ؟ فقالوا: حسب عدد أقطاب الفلسطينيين؛ خمسة بواسير من ذهب، وخمسة فيران من ذهب؛ لأن الضربة واحدة عليكم جميعاً وعلى أقطابكم … وهذه هي بواسير الذهب التي ردها الفلسطينيون قربان إثم للرب: واحد لأشدود، وواحد لغزة، وواحد لأشقلون، وواحد لجت، وواحد لعقرون، وميزان ذهب بعدد جميع مدن الفلسطينيين للخمسة الأقطاب من المدينة المحصنة إلى قرية الصحراء ….... ، وأرسلوا رسلاً إلى سكان قرية بعاريم، وقد رد الفلسطينيون تابوت الرب فانزلوا، واصعدوه إليكم " ( ).
ويستمر الكتاب المقدس في وصفه للمعركة فيقول: " فأخذ الفلسطينيون تابوت الله، وأتوا به من حجر المعونة إلى أشدود، وأخذ الفلسطينيون تابوت الله وأدخلوه إلى بيت داجون، وأقاموه بقرب داجون، وبكَّر الأشدوديون في الغد، وإذا بداجون ساقط على وجهه على الأرض أمام تابوت الرب، فأخذوا داجون وأقاموه في مكانه، وبكروا صباحا في الغد، وإذا بداجون ساقط على وجهه أمام تابوت الرب، ورأس داجون ويداه مقطوعة على العتبة. بقي بدن السمكة فقط، لذلك لا يدوس كهنة داجون وجميع الداخلين إلى بيت داجون على عتبة داجون في أشدود إلى هذا اليوم، ثم يستطرد قائلاً: " فثقلت يد الرب على الأشدوديين وأخربهم، وضربهم بالبواسير في أشدود وتخومها، ولما رأى أهل أشدود الأمر كذلك، قالوا: لا يمكث تابوت إله إسرائيل عندنا، لأن يده قست علينا وعلى داجون إلهنا " ( ).
ويذكر القرطبي في كتابه ( الجامع لأحكام القرآن ) " أن التابوت كان في بني إسرائيل يغلبون به من قاتلهم، حتى عصوا فغلبوا على التابوت، غلبهم عليه العمالقة: جالوت وأصحابه وسلبوا التابوت منهم، … وقد نزل بالقوم الذين أخذوا التابوت(الأسدوديين) داء بسببه على خلاف في ذلك؛ قيل وضعوه في كنيسة لهم فيها أصنام فكانت الأصنام تصبح منكوسة، وقيل وضعوه في بيت أصنامهم تحت الصنم الأكبر، فأصبحوا وهو فوق الصنم، فأخذوه وشدوه إلى رجليه، فأصبحوا وقد قطعت يدا الصنم ورجلاه وألقيت تحت التابوت، فأخذوه وجعلوه في قرية قوم أسدود فأصاب أولئك القوم أوجاع في أعناقهم، وقيل جعلوه في مخراة قوم فكانوا يصيبهم الباسور، فلما عظم بلاؤهم كيفما كان، قالوا ما هذا إلا لهذا التابوت ! فلنرده إلى بني إسرائيل، فوضعوه على عجلة بين ثورين، وأرسلوهما في الأرض نحو بلاد بني إسرائيل 0" ( ).
وهو ما أكده صاحب كتاب كي لا ننسى – أيضاً -حين قال: " ففي حوالي عام 1050 ق. م هاجم اليهود أسدود، ولكن الفلسطينيين الأشدوديين انتصروا عليهم انتصاراً باهراً في معركة رأس العين قرب يافا، واستولوا على تابوت الرب؛ الذي كان يحفظ فيه اليهود شرائعهم، ووضعوه في هيكل داجون، وبعد ذلك بحوالي ثلاثة قرون هاجم عزاريا ملك يهودا المدينة أسدود مرة أخرى، وهدم أسوارها "( ).
وفي قصة تابوت العهد يقول الأستاذ عبد الرحمن عوض الله في قصيدة له:
هل تذكرون ….؟
يا نسل "شاؤول"( ) الخؤون ؟
مالي أراكم تصمتون؟!
فتذكروا تابوتَ عهد الربِّ قُدُّوس اليهودْ
كيف استكان جلالُهُ فَزَعَاً، ومُرِّغَتِ البنودْ
وتذكروا أين المليك؟ وكيف مزقت الحشودْ
إني لا أذكر كبرياء مدينتي منذ الجدودْ
فمدينتي "أسدود" لم تركعْ لكهان الحجرْ
لكنها طافت به، حملته رمزا للظفرْ
أنا لستُ من عُبَّاد "داجون" الإلهْ
لكنما "أسدود" أمي والحياه
كانت مسالمةً وقبراً للغزاه
واليوم فجر يستظل به الأباه
وَلَدَتْهُ من أجفانها أمي فلسطينُ الرءوم
وسقته من برق السحاب وميضه ومن النجوم
حتى ارتوى، فأظل تحت جناحه " عبد الرحيم " ( )

(4) أسدود الكنعانية بين الآشوريين والمصريين الفراعنة:
ذكرنا – فيما سبق – أن أسدود كانت واقعة على الطريق الساحلي الواصل بين بلاد الشام ومصر، وهذا جرَّ عليها الكثير من ويلات الحروب – خاصة – تلك التي نشبت بين الآشوريين والمصريين الفراعنة، ففي عام 734 ق. م استسلمت المدينة إلى تغلات بلاسر الثالث، وفي عام 732 ق. م أصبحت فلسطين خاضعة للآشوريين بقيادة تغلات الذي "حمل حملاته على فلسطين، فاستولى على الجليل، والسهل الساحلي، وأرسل لهما من يدير شؤونها من الآشوريين لحكمها " ( ).
ولم تدم العلاقة طويلا بين الآشوريين والفراعنة، ففي " سنة 715 ق. م نشبت فيها ثورة ضد الآشوريين بتحريض من شاباقا فرعون مصر، فأرسل صارغون الثاني ملك أشور قواته لمحاصرتها، فاستمال إليه آسوري Asur ملك أسدود، إلا أن ترتان Tartan استولى على أسدود عام 711 ق. م بعد حصار امتد ثلاث سنوات، وأسكن فيها جالية آشورية، وأصبحت أسدود عاصمةً لولاية آشورية " ( ).
ويستمر الحصار، وتستمر المعارك، ويستمر الضغط على المدينة، ويعاود المصريون ضغطهم عليها لاستخلاصها من الآشوريين، " ففي عهد أشور بانيبال من 668 - 625 ق. م فرض بسميتكوس فرعون مصر الحصار على أسدود، ووصف المؤرخ هيروودوتس هذا الحصار بأنه أطول حصار في التاريخ؛ لأن المصريين لم يتمكنوا من أخذها إلا بعد 29 سنة 659 – 630 ق. م " ( ).
ويؤكد ذلك ما قاله الأستاذ الدباغ إنه " لما استولى الضعف على الآشوريين، نهض المصريون وطردوهم من بلادهم، ثم سعوا لإعادة نفوذهم في فلسطين، ففي عام 640 ق. م أحس بسامتيك الأول 663 – 609 ق. م مؤسس الأسرة السادسة والعشرين بقدرته على تجديد غزوات المصريين القدماء بآسيا، فأراد أن يسترجع سلطة مصر على بلاد الشام، وينتزعها من أشور، فبدأ بغزو فلسطين، وحاصر مدينة أسدود عدة سنوات " ( ).

(5) أسدود الكنعانية و الفرس:
هاجم كورش – أحد ملوك الفرس – بلاد الشام ففتحها سنة 538 ق. م وجعلها جزءاً من مملكته، " وقد حاول سكان جنوبي الشام الذي كان يقطنه حينئذ الفينيقيون، والآراميون، والسامريون، والعرب، والفلسطينيون، وسكان شرقي الأردن من مؤابيين وعمونيين، وغيرهم، حاولوا أن يقاوموا إرجاع هؤلاء اليهود؛ لأنهم وجدوا عودتهم خطراً تهددهم بإحياء مملكة اليهود، لكنهم لم يفلحوا في مسعاهم؛ لأن قوات الفرس قضت على هذه المقاومة " ( ).
ويذكر أصحاب الموسوعة " أنه لما استولى الفرس على مصر أواخر هذا القرن استولوا في طريقهم على أسدود وكل فلسطين، وقد قاوم أهل أسدود إرجاع اليهود من بابل إلى القدس، وندد ( نحميا ) حاكم الفرس اليهودي الموالي للفرس بالفلسطينيين في أسدود، الذين كانوا يتكلمون بلسان غير يهودي، وهاجم زواج اليهود من بنات أسدود الوثنيات " ( )، ذلك أنه " لما كان اليهود قد ساعدوه حين فتحه لبابل، فالتمسوا منه أن يأذن لهم بالعودة إلى فلسطين، فوافقهم على طلبهم، وقد كان لزوجته إستير التي يتصل نسبها بملاك اليهود تأثير كبير في تلبيته هذا الطلب" ( ).

(6) أسدود الكنعانية بين اليونان والرومان:
استولى اليونانيون بقيادة الإسكندر المقدوني على الممالك الفارسية، وأخضعها لسلطانه ثم توجه إلى بلاد الشام، فاستولى على دمشق التي كانت مركز الجيوش الفارسية في بلاد الشام، ثم اتجه نحو القدس " ففتحت له المدينة المقدسة أبوابها، ورحب اليهود من سكانها الذين ساعدهم الفرس على العودة من بابل المقدسة ترحيباً بالغاً، ومنها توجه إلى غزة فامتنعت عليه فحاصرها، وقاومت البلدة بقيادة باتيس – Batis من أشهر قواد الفرس... وبعد حصار شهرين، أظهر فيها الغزيون بطولة لا تقل عن بطولة الصوريين، وبسقوط غزة استطاع الإسكندر المقدوني أن يسيطر على بلاد الشام جميعاً، "ووقعت أسدود تحت سيطرة الإسكندر المقدوني، وبقيت في العصر الهليني عاصمة لمنطقتها، وعرفت إذ ذاك باسم ازوتوس Azotus، وعلى الرغم من أن أسدود عانت النزاعات المستمرة بين البطالسة والسلوقيين خلفاء الإسكندر في مصر وسورية، فإنها شاركت في ازدهار المدن في العصر الهليني" ( ).
وفي سنة 165 ق. م استولى المكابيون على المدينة، وهدموا هيكلها، وجعلوا قراها ومزارعها وضواحيها وقوداً للنار.
وتنتهي سنوات اليونان في أرض فلسطين – وخاصة أسدود - ليدخلها الرومان عام 63 ق. م " مهدمة إلى أن تمكن القائد الروماني غابينيوس Gabinius في نحو عام 55 ق. م من إعادة بنائها " ( ).
ويسرد أصحاب الموسوعة القصة بنوع من التفصيل، نقتبس منها: "... وفي عام 63 ق. م دخل الرومان البلاد، واستولى القائد الروماني بومبي على أسدود، وجعلها جزءاً من ولاية سورية، ووجد الرومان أسدود مدينة مهدمة، فأعاد القائد غابينيوس بناءها سنة 55 ق. م، وأرجع لها رونقها القديم، وما لبث أغسطس قيصر إمبراطور روما أن وهبها هيرود الكبير الذي تركها بوصية منه إلى أخته سالومي – Salome، وأوصت سالومي بها إلى ليفيا Livia أخت أغسطس التي وَرَّثَتْها بدورها الإمبراطور طيباريوس" ( ).

(7) أسدود والفتح الإسلامي:
دخلت أسدود في دين الله مع دخول هذا الدين أرض فلسطين المباركة في القرن السابع الميلادي، فقد ذكرها ابن خردذابة الفارسي في كتابه ( المسالك والممالك ) في القرن الثالث الهجري فقال: " إن ازدود كانت محطة على طريق البريد بين مصر والشام، تقع بين محطتي الرملة ويافا " ( )، وذكرها صاحب كتاب ( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) فقال: " إنها من بين البلدان التي كانت فيها ربط للمسلمين محصنة بالأبراج على الشواطئ الفلسطينية في القرن الرابع الهجري " ( ).
وفي بداية الحروب الصليبية كانت أسدود قد فقدت مركزها، وتراجعت أهميتها، وانحصر بنيانها، ولم يبق منها إلا آثار ديار كانت في يومها عامرة، لذلك حين " احتلها الصليبيون في القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي، لم يجدوا فيها سوى قرية صغيرة، وقد عسكر الصليبيون سنة 512هـ – 1118م حول أسدود مدة ثلاثة أشهر، ويعتقد أن القائد الصليبي فولك الأنجوي حصن المدينة سنة 543هـ – 1148م" ( ) .
ويذكر صاحب كتاب ( الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام ومصر والحجاز ) للشيخ عبد الغني إسماعيل النابلسي المتوفى 1143هـ، يذكر أنه في يوم 25 ربيع الأول من سنة 1105 هـ وصل إلى قرية أسدود، وصلى فيها، وزار قبر سلمان الفارسي، فقبر إبراهيم المتبولي، وقبر أبو جهم.
الهوامش:
( ) المسالك والممالك: أبو القاسم عبد الله ابن خردذابة، بغداد، مكتبة المثنى، 1966، ص: 219,
( ) أحسن التقاسيم في معرفة الأ( ) جت: هي عراق المنشية.
( ) الكتاب المقدس، دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، الإصحاح الثالث عشر، ص: 358.
( ) بلادنا فلسطين، 1/ب، ص: 192.
( ) بلادنا فلسطين، 1/608.
قاليم: شمس الدين أبو عبد الله محمد المقدسي، بغداد، مكتبة المثنى، 1985، ص: 65.
( ) انظر: بلادنا فلسطين: 1/ب، ص: 192-193، ومعجم بلدان فلسطين: محمد شراب، دار النورس للنشر والتوزيع، رفح، ط1، 1987، ص: 113.

( ) داجون: الكلمة آرامية مأخوذة من كلمة سمكة ( داج ) وهي نفسها في العبرية، وهو إله الفلسطينيين في أشدود نصفه العلوي على شكل إنسان والسفلي على شكل سمكة.
( ) الموسوعة الفلسطينية: 1/236.
( ) المرجع نفسه: 1/236.
(4)المرجع نفسه: 1/236.( ) بلادنا فلسطين: 1/537.
( ) الموسوعة الفلسطيني( ) أهل العلم والحكم في ريف فلسطين: أحمد سامح الخالدي، عمان، وزارة الثقافة والإعلام، 1968، ص: 83.
( ) نيابة غزة في العهد المملوكي: محمود علي خليل عطا لله، بيروت، دار الآفاق الجديدة، 1986، ص: 72-73.
( ) تاريخ مصر من أقدم العصور إلى الفتح الفارسي: جيمس هنري، ترجمة:حسن كمال، وزارة المعارف العمومية، القاهرة، ص: 121.
( ) المرجع السابق، ص: 187-188.
ة:1/236.
( ) معجم بلدان فلسطين، ص: 113.
( ) سيأتي تفصيلها عند الحديث عن معارك أسدود.
(5)الموسوعة الفلسطينية: 1/237.
( ) الإيجيون: نسيه إلى بحر إيجة الواقع بين أسيا الصغرى وبلاد اليونان، ويضم هذا البحر كثيرا من الجزر لعل أشهرها (جزيرة كريت) أقرب الجزر الأوربية إلى السواحل المصرية والشامية، وسكانها يعرفون بالإيجيين الذين امتازوا بالذكاء وهم من الشعوب البيضاء، وقد كانت كريت مقر الحضارة الإيجية، وعاصمتها (كموسوس) وقد برع الكريتيون في صناعة الفخار والأواني الخزفية.
( ) الثكاليون: thekle أو (ثكر): مجموعة من الإيجيين الذين هاجروا من اليونان وسكنوا فلسطين واستقروا بصورة دائمة في (دور – الطنطورا) جنوبي الكرمل وأسسوا لأنفسهم دولة مستقلة.
( ) الفلسطينيون نسبة إلى (بليست – peleset) أو بليستي الذين ذكرهم العهد القديم باسم الفلسطينيين، (وبالستا - paleste) اسم مكان في (ابيروس) في بلاد اليونان، وقد ورد اسمهم في نقش لمرعمسيس الثالث، وفي النقوش الآشورية palette أو pilishti.وقد كان نزول الفلسطينيين حوالي عام 1184 ق.م، وقد جلب الفلسطينيون معهم أواني خزفية للشرب بها (بزبوز) أو (بعبوز) لسكب السوائل، وخاصة لترويق البيرة من الرواسب، وقد اكتشفت كميات كبيرة من هذه الأباريق.
- انظر: الأحجار تتكلم: جون إلدر، تعريب: د. عزت زكي، القاهرة، ص: 76
( ) بلادنا فلسطين، 1/536-537.
( ) الكتاب المقدس: صموئيل الأول، الإصحاح الرابع، ص: 421-422.
( ) البقرة، الآية: 248.
( ) الكتاب المقدس، صموئيل الأول، الإصحاح السادس، ص: 434-435.
( ) الكتاب المقدس:صموئيل الأول، الإصحاح الخامس، ص: 432.
( ) الجامع لأحكام القرآن: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، دار الحديث، القاهرة، 2002، 210/2.
( ) كي لا ننسى، ص: 507.
( ) ملك إسرائيل الذي قتل مناضلو أشدود الفلسطينية أبناءه في معركة جلبوع كما تقول التوراة، واستولوا على تابوت عهد الرب الذي نقشت عليه الوصايا العشر للنبي موسى، وكانوا يحملونه في معاركهم تيمناً به لنصرتهم.

( ) عبد الرحيم: هو الحاج عبد الرحيم محمد قائد ثورة 1936.
( ) بلادنا فلسطين، 1/571.
( ) انظر: الموسوعة الفلسطينية، 1/236، و بلادنا فلسطين، 1/ب 192.
( ) الموسوعة الفلسطينية، 1/ 236، وبلادنا فلسطين، 1/ب، ص: 192.
( ) بلادنا فلسطين، 1/576-577.
( ) بلادنا فلسطين، 1/585.
( ) الموسوعة الفلسطينية، 1/236.
( ) تاريخ مختصر الدول: غريغروس المالطي، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1958.( ) بلادنا فلسطين، 1/ب، 193.
( ) بلادنا فلسطين، 1/ب، ص: 193.
( ) الموسوعة الفلسطينية، 1/237.
( ) المسالك والممالك، ص:193.
( ) أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ص: 65.
( ) الموسوعة الفلسطينية، 1/237.[center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mmmm0.yoo7.com
 
تاريخ اسدود بلدنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ اسدود وال ابو شبيكة من اسدود
» تاريخ اسدود
» اسدود بعض معلومات عن اسدود
» اسدود
» اسدود ومجدل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الخاص :: منتدى يخص عائله ابو شبيكه-
انتقل الى: