القوى العقلية و القوى الجسدية

مقالات


القوى العقلية و القوى الجسدية

مهند محمد الشمري
25/04/2007
قراءات: 1821

لا اعتقد ان الانسان يستطيع ان يشكر و يحمد الله عز و جل بما فية الكفاية على النعم التي يملكها. فمنذ ان خلق الله الانسان، يحاول الانسان اكتشاف الانسان. و لم يستطع الوصول الى حد هذه اللحظة الى كل الحقائق و الاسرار التي يملكها الجسم البشري. بالرغم من هذه التطور الهائل الذي وصل له الطب لكنه لم يصل الى مرحلة تطور جسم الانسان.

ان كل انسان يملك قوتين الاولى القوى العقلية و نستطيع ان نعبر عنها بالمركزية (الفكرية) التي تسيطر على القوى الثانية و التي هي الجسدية. يتشابة الجنسين الذكر و الانثى من الناحية البيلوجية في تكوين العقل و لكن يختلفان في طبيعتة. اما بالنسبة للقوى الثانية (القوى الجسدية) فسوف تكون الحالة معكوسة، حيث يختلف الجنسين الذكر و الانثى من الناحية البيلوجية و لكن يتشابهان بالمبدأ او المضمون. و هذه ما سوف يتم تفسيرة في هذه المقالة المتواضعة.

يعتقد او يعبر الكثيرون ان الرجل اقوى او اذكى من المرأة و هذه تصور او نتيجة مبنية على الصورة و ليس المضمون. اي مبنية على القوى الجسدية الظاهرة فقط، و كما ذكرنا ان القوى الجسدية هي محكومة من قبل القوى العقلية و هذه دليل على ان الاهم بين القوتين هو القوى العقلية. و لا يمكن ان يكون العكس و إلى في هذه الحالة سوف تكون الحيوانات اقوى و ذاكى من الانسان.

لو نتعمق اكثر بالفرق بين القوتين و عمل مقارنة بين القوتين ما بين الجنسين و مدى اختلافهما. في طبيعة الحال ان الانسان يسيطر على نفسة من خلال القوى العقلية ما عدا في بعض الفعاليات و التي يعبر عنها باللاإرادية مثل نبض القلب و التنفس. اي ان الانسان يستخدم بالدرجة الاولى القوى العقلية و يسخر القوى الجسدية لاجل اوامر القوى العقلية. و لكن في بعض الاحيان يفقد الانسان القوى العقلية و لا يقصد هنا الجنون و فقدان الصواب و انما فقدان التفكير و التركيز و الوعي. مثال هذه الحالات التي تفقد الانسان استخدام القوى العقلية هي الحالة العصبية و الارتباك و الخوف. و عندما يقل التركيز على استخدام القوى العقلية ينتقل التركيز بشكل لا إرادي الى القوى الثانية التي يمتلكها الانسان و هي القوى الجسدية. و هذه حالة لا إرادية لتعويض النقص في القوى العقلية لدعمها بالقوى الجسدية، حيث من المفروض و الطبيعي ان القوتين تكملا بعضهما البعض. هذا ما كان بالنسبة للفرق بين القوتين العقلية و الجسدية.

اما بالنسبة للمقارنة في استخدام القوتين ما بين الجنسين الذكر و الانثى، كما هو معلوم انه لا يوجد فرق في التكوين البيلوجي للقوى العقلية لكلى الجنسين الذكر و الانثى و لكن الفرق في طبيعة الاستخدام. و لا يظهر الفرق كبير في هذه النوع من القوى و انما نلاحظ تجسد الفرق اكثر من خلال اختلاف نوع القوى الجسدية التي يمتلكها الجنسين الذكر و الانثى، و هذه القوى هي التي تعوض النقص الموجود في القوى العقلية و تبين الفرق.

بالنسبة للرجل اذا لم يستطيع ان يستخدم القوى العقلية بالشكل الصحيح و التي من المفروض ان تكون هي المسيطرة على باقي القوى، نلاحظ استخدامة للقوى الجسدية و هنا يعبر عنها بالعضلات الجسدية من خلال جسدة القوى ليحاول ان يعوض النقص في قواة العقلية و هو ما يطلق علية بالشخص او الرجل العنيف. الرجل الذي تطغي قوة جسدة على قوة عقلة لان جسدة اقوى من عقلة لذلك من السهل له ان يحل المشكلة بالقوى التي يمتاز بها.

اما بالنسبة للمرأة فهي تستخدم نفس المبدأ في حالة نقص القوى العقلية يتم معالجة هذه النقص من خلال القوى الجسدية، و التي من المفروض ان تكون مسخرة و مكملة للقوى العقلية و ليس بديلة للقوى العقلية. و لكن الفرق بالنسبة للمرأة بالاختلاف البيلوجي للقوى الجسدية التي تملكها لان المرأة لا تمتلك العضلات الجسدية كما يمتلكها الرجل و لكن لديها سلاح اخر و هو نابع ايضا كما عند الرجل من الجسد و هو (الإغراء).

انه ليس بسر او اكتشاف جديد ان المرأة تستخدم انوثتها و جمالها و لطافتها للحصول على مبتغاها او لحل بعض المشاكل التي هي عاجزة عن حلها من خلال قواها العقلية. و هذا ما كان بالنسبة للفرق في القوتين الجسديتين بين الجنسين الذكر و الانثى.

الان بعد هذه التحليل المتواضع نستطيع ان نعلم ان كل جنس له نقاط ضعفة و نقاط قوتة و لا يمكن المقارنة بين الجنسين في قوى واحدة فقط. و اعتقد يتفق معي الكثير ان القوى الجسدية التي تملكها المرأة تغلب في بعض الاحيان القوى الجسدية التي يملكها الرجل.

و لله في خلقة شؤن.



مهند محمد الشمري