خرج بهاء بروح وثابة ثائرة للجهاد والاستشهاد في سبيل الله لملاقاة الأعداء عندما سمع أنباء تتحدث عن اقتحام المخيم ومحاصرة منزل القائد ياسر أبو العيش في حي تل السلطان وقاوم واشتبك مع الأعداء واستشهد مع أربعة مجاهدين خلال عملية التوغل فجر الاثنين 2-2-2004م، وكانت قوة صهيونية اجتاحت المخيم انطلاقا من مستوطنة رفيح يام المجاورة غرب مدينة رفح مصحوبة بعدد من الدبابات والآليات وبغطاء جوي من طائرات الأباتشي وسط قصف عنيف بالأسلحة الرشاشة وقامت بمحاصرة عشرات المنازل مستهدفة منزل ياسر أبو العيش قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
بهاء في ساحة المعركة
وطالبت قوات الاحتلال عبر مكبرات الصوت أبو العيش بتسليم نفسه إلا أنه رفض ذلك وحاول الانسحاب من المكان، إلا أنه لم يتمكن واشتبك مع الجيش الصهيوني ودار اشتباك مسلح بين الجانبين مما أدى إلى استشهاده مع شقيقة حسين أبو العيش خلال تبادل لإطلاق النار والقصف العنيف من قبل الجيش الصهيوني.
وعلى الجبهة الثانية فتح الشهيد بهاء والشهيد مجدي محمود الخطيب قائد كتائب شهداء الأقصى في رفح أسلحتهم في مقاومة مستميتة لكسر الحصار وصد العدوان الغاشم عن الشهيد ياسر إلا أن الرصاص الصهيوني أصابهم واستشهدوا على الفور وكتب بدمائه الزكية شهادة في سبيل الله.
الميلاد والنشأة
رزق الشيخ حاتم جوده بابنه البكر في الأبناء (بهاء) فملأ الأرض بهاء وملأ قلبه ضياءا حيث ولد في مخيم كندا للاجئين عام 1986م في جمهورية مصر العربية ودرس متنقلا بين مدارس رفح بعد عودة أسرته إلى مخيم العودة بالقرب من حي تل السلطان بمدينة رفح حيث درس التوجيهي ومنذ صغره كان نعم الإنسان فقد تربى على فنون التضحية وسار على درب القساميين من قبله أمثال شهداء آل رزق وأبو جاموس وغيرهم من أبطال رفح الذين شهد لهم التاريخ بالعطاء والفداء.
صفات الشهيد
كان الشهيد يحمل مسؤولية كبيرة على كاهله، وكان يتحدث بلغة الأقوياء فكان يربى نفسه على الأخلاق والآداب وكان من شباب المساجد البارزين في مخيمه و يتحدّث والده الشيخ حاتم والذي يرقد نتيجة إصابته عن طفولته قائلا:" إنه كان هادئاً منذ صغره و قد التزم بالصلاة في المساجد وكان يحب الأشرطة الإسلامية و أشرطة القرآن المرتل، و كان يصوم كلّ اثنين و خميس من كلّ أسبوع، و كان دوماً يقرأ القرآن و يستخدم أدعية خاصة و في ليلة الجمعة كان يقرأ سورة الكهف ودائما يتحدث في كلامه عن الدفاع عن الحق وعن الوطن ".
اعتزاز والده
ويؤكد الشيخ حاتم اعتزازه وفخره بجهاد ابنه واستشهاده مبينا العلاقة الأبوية التي كانت تربطه به حيث كانت علاقة احترام ومحبة وانه رباه على حب الإسلام وعلى الخلق الحسن وكان بهاء ملتزما ومطيعا وملتحيا "، وهكذا أبى بهاء أن يكون شابا عاديا تلهيه الحياة الدنيا عن الآخرة، وسجل جرأة فائقة وإلحاحا غريبا على مواصلة طريق الجهاد والاستشهاد، وعمل بصمت وسجل اسمه في سجل الخالدين والتحق بكتائب القسام، وكان يقول دوماً إنه لا يطمح إلا إلى الجنة و لا يرغب إلا بحياة الحور العين، وكان همه طريق الجهاد و الاستشهاد، و أقسم بالله أن يعيش باقي عمره بعزة و كرامة، وكان تواقاً للجنة و لقاء الشهداء وكان له ما أراد.
موضوع: بهاء حاتم جودة 
السبت مارس 05, 2011 1:17 pm
