هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حوار مع الأديب عدنان كنفاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كيمو




عدد المساهمات : 57
تاريخ التسجيل : 26/12/2010

حوار مع الأديب عدنان كنفاني Empty
مُساهمةموضوع: حوار مع الأديب عدنان كنفاني   حوار مع الأديب عدنان كنفاني I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 13, 2011 4:21 pm


كل شيء مقبول من دون المساس بحرية الوطن..
الأديب عدنان كنفاني: لا نستطيع أن نضع جملة الكتّاب في عباءة واحدة
دمشق/جريدة تشرين
ثقافة
الخميس 13 تشرين الأول 2011
أجرت الحوار: سوزان الصعبي

لا تتوه المفردة عنه ولا يصعب عليه انتشالها من يمٍّ عميق يسمى الذاكرة. فهو ابن الماضي وقافلته التي لم تحمل الحرير والعطور، بل أُثقلت بالأرض المستباحة والطفولة المسفوحة والوجوه الحائرة غير المصدقة لما حدث. فاصفر الوطن وحشد جيشاً من الصفحات في العمق، وما على الأديب إلا أن يتذكر كم كان كل شيء ضائعاً، وكم مازالت الأرض تمتص الدم، والسماء تحتفي بالأرواح الطاهرة.
عدنان كنفاني قاص وروائي من ذلك الجيل، تتلمذ على يد المحنة المستمرة، فأطلق ذراعيه واستعان بالحبر، عرفناه من خلال مجموعاته القصصية الكثيرة منها (حين يصدأ السلاح، أخاف أن يدركني الصباح، خدر الروح، وإيقاع الذاكرة التي فاز بها في جائزة نبيل طعمة عام 2008) إضافة إلى عدد من الروايات كـ (بدّو، الجثة ودائرة الرمل) وغيرها. وهو أيضاً ناشط في كتابة المقالات والبحوث وفي المشاركة بالفعاليات الأدبية المتنوعة. ‏
تشرين التقت الكاتب وأجرت معه الحوار التالي: ‏
س ـ لنتحدث بداية عن كتابك(الغالية) وهو مجموعة نصوص نثرية شعرية كما يبدو وأنت القاص. هل هو الحنين إلى الشعر باعتباره الأصل في الموروث الثقافي العربي؟ ‏
ج ـ ليس في الأمر حنين سواء كان للشعر أو لغيره، كل ما في الأمر إنه لون من ألوان النثر يمكن أن نكتبه بلغة شعرية، وهو كتاب فيه نصوص نثرية وجدانية، أعتقد أننا كلنا في زحمة الحياة نحتاج في وقت ما، إلى فسحة، أو جرعة من ماء الروح، نخرج فيها من حومة التعب اليومي إلى فضاءات رحبة قد تعطينا جرعات متجددة لمواصلة مسيرة التعب تلك.. ‏
محطة إشكالية ‏
س ـ الآن وبعد شهور من إصدار هذا الكتاب ووضعه بين أيدي القراء والنقاد وقد خرج من بين يديك. كيف تنظر إليه وتقيمه ؟ ‏
ج ـ أنا شخصياً مؤمن بأن النصّ، أي نصّ، يخرج من نطاق كاتبه وصاحبه فنيّاً متى نشر وصار بين أيدي الناس، ولست أنا من يقيّم كتابي المذكور، بل أترك للأخوة النقاد هذه المهمة، أما إذا سألتِ عن رأيي فيه ككتاب لست أنا كاتبه، فلا أستطيع إلا أن أقول بأنه كتاب ممتع على الرغم من كثير من الخيالات والتخيّلات فيه، وهو كتاب مختلف عن النهج المعروف من كتاباتي.

س ـ واضح أن لشهرزاد حصة عميقة في الكتاب وذاكرتك. اليوم هل تملك الكلمة هذه القوة في النصر وبعث الحياة من جديد؟ ‏
ج ـ لا شك في أن التاريخ يحافظ بل ويجدد بصمات الذين أثّروا في مسيرته بطريقة ما، وبشكل ما، شهرزاد هي بذاتها محطة إشكالية في سيرتها مع شهريار، وهي في الوقت نفسه سيرة غنيّة يمكن أن نسقطها على موضوع ما، في نصّ ما إذا تناولنا الجانب الإيجابي منها، ونظرنا إلى سيرتها مع شهريار على أنها تحدٍ بين موت وحياة، وبين ظالم ومظلوم، وبين سفّاح وضحية، والأهم من ذلك كله بين انتصار وهزيمة.. نعم تبقى الكلمة السيف، تحمل مضمونها وقوتها مهما أوغل فيها الزمن.

المسعى إلى تغييرات ‏
س ـ المعروف أنك كاتب ملتزم بالقضايا الإنسانية والوطنية. برأيك هل مازال الالتزام هماً لكتّاب هذه المرحلة كما كانوا قبل عقود؟ ‏
ج ـ لا نستطيع أن نضع جملة الكتّاب في عباءة واحدة، فلكل لونه وتوجّهه ومساره، وأعتقد أن الكاتب الملتزم، وهي ثقافة بذاتها، لا يستطيع إلا أن يكون ملتزماً سواء في المسار الوطني أو الاجتماعي أو السياسي أو الإنساني أو حتى الوجداني، فالالتزام من الكاتب موقف يعبّر عن شخصيته وما يؤمن به، وفي الإجابة على السؤال أقول نعم، ما زال خط الالتزام ضرورة وليس حاجة عابرة فقط، وهناك كتاب كثر في وطننا العربي لا يزالوا يحملون هذا الهمّ.

س ـ اليوم يوجد حراك جمعي في بلدان عربية باسم (الثورة). وكونه جمعياً هل هو زمن جديد نحو الحرية؟ ‏
ج ـ الحرية ليست وافداً جديداً يأتي إلينا من خارج عالمنا العربي، ومجتمعنا العربي يحمل خصوصية قد لا تتوافق مع خصوصية الآخر من حيث الحياة الاجتماعية والتقليدية وحتى السياسية، وقبل أن نتحدث عن الحرية جزافاً علينا أن نفهم ما هي الحرية، وأين حدودها، وعلينا كي نصل إلى ذلك الفهم أن نتقن فن الحوار وتقبّل الاستماع إلى الرأي الآخر، فأنا قد أختلف مع الآخر لكنني أقاتل كي يقول رأيه مهما كان، ومن الإجحاف أن نطلق على ما يجري عامّة في منطقتنا اسم (ثورات)، بل أعتقد أن كلمة المسعى إلى تغييرات قد تكون أصوب، وكل شيء مقبول وفي نطاق الحرية من دون المساس بحريّة الوطن الجمعية، وهل للحرية زمن.؟ وهل هذا يعني أن تاريخنا كله لم يحمل ولو حتى فترة حريّة واحدة حتى نقول إنه الآن زمن الحريات.؟ الحرية الحقيقية هي التي تبدأ من الذات، أن يتحرر الإنسان في داخل نفسه ويقينه، ومن سطوة الآخر على فكره، وأن يدرك بأن له حقوقاً ولكن عليه واجبات أيضاً وأول هذه الواجبات هو الشعور بالانتماء للوطن والأمّة.

مساحات حوار ‏
س ـ كلنا يطالب بالتغيير في مؤسساتنا الثقافية والإعلامية نحو الحرية والشفافية. برأيك من الضرورة أن (نثور) أولاً في هذه المؤسسات؟ ‏
ج ـ لست أدري لماذا نتحدث عن ثورة في كل شيء وعلى كل شيء، نطالب بالتغيير.! حسناً ما هي المطالب.؟ وما هو المطلوب.؟ من هنا يجب أن نبدأ قبل أن نعلن ثورات عشوائية من دون هدف ومن دون أسباب ومن دون برنامج. نعم نحن بحاجة إلى ثقافة التغيير، ولكنه التغيير الممنهج الواعي العارف ماذا يريد وكيف ومتى، وهذا لن يتحقق قبل أن تتشكل في مجتمعاتنا منصّات توعية، ومساحات حوار، وتقبّل وفهم الآخر، بمعنى أوسع أن نملك ديمقراطيتنا الخاصّة وليست المصنوعة على مقاس مجتمعات أخرى تختلف عنا ثقافياً وسياسياً واجتماعياً، فما يصح هناك قد لا يصح هنا ونحن، أعيد وأقول، لنا خصوصية لا نستطيع إلا أن نعيشها ونتمسك بها، فهي بشكل ما، الهوية التي تعبر عن كينونتنا.

س ـ غسان كنفاني مازال حاضراً حتى الآن وذلك ليس من فراغ. فقد كان مستشرفاً للمستقبل وعبقرياً بحق. اليوم هل تجاوز الأدب الفلسطيني غسان كنفاني؟ ‏
ج ـ لم ولن يتجاوز غسان كنفاني، ولم ولن يتجاوز أي كاتب وأديب كان، لكنه تجاوز مرحلة غسان وغير غسان، تاريخنا مليء بالرموز والكبار شعراء وأدباء وكتّاب، فهل تجاوز التاريخ أدب زهير بن أبي سلمى مثلاً.؟ أم هل تجاوز المتنبي والمعري وابن المقفع وغيرهم.؟ بقيت آثارهم، لكن الحياة تجاوزت المراحل التي عاشوها.

رابط النشر:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ـ ـ ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حوار مع الأديب عدنان كنفاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قلم الاستاذ عدنان ابو شبيكة
» الأستاذ عدنان أبو شبيكة محاضر جامعي فلسطيني
» يقلم الاستاذ عدنان أ؟بو شبيكة حى كندا رفح تل السلطان
» حوار بين آدم وحواء؟
» حوار ينقصه الدم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الثقافى :: مواضيع عامة-
انتقل الى: