وصية الشهيد القسامي البطل
محمود حسن العابد (24 عاماً)
بسم الله الرحمن الرحيم
أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
الحمد لله رب العالمين ناصر عباده المجاهدين و مذل الكفرة و المجرمين ، القائل في محكم التنزيل "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم" .
و الصلاة و السلام على أشرف الخلق أجمعين ، سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين و قائد المجاهدين ، قال صلى الله عليه و سلم : "لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا و ما فيها" .
و قال أيضا صلى الله عليه و سلم : "و الذي نفسي بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل" ..
و بعد :_
فبما أننا مؤمنون بكتاب ربنا عزّ و جل و بسنة رسوله صلى الله عليه و سلم ، فكان لزاما علينا أن نتبعهما حقا و حقيقة قولا و فعلا ، و ما دامت الدعوة إلى الله و الجهاد في سبيله مما أمر به الله و رسوله صلى الله عليه و سلم فيجب علينا أن نستجيب و أن نخلص في هذا الطريق الذي خطه لنا رسولنا صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام و سار عليه قادتنا في كتائب القسام لتبقى راية الإسلام شامخة تعلو كل الرايات و لتبقى أرض المسلمين حرة أبية و لا يكون ذلك إلا بالجهاد و البذل و الجهد العظيم .
فطريقنا لا شك أنه صعب و لكنه الطريق الأقصر للوصول إلى الهدف الأسمى بإذن الله ، ألا و هو لقاء الله عزّ و جلّ و هو راضٍ عنا بالجنة برحمة الله إن شاء الله صلى الله عليه و سلم : "حفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات" ، و إني قد اخترت الجنة و لست مباليا بمشقة الطريق و أشواكها ، فالجنة عروس مهرها قهر النفوس .
بداية يا ربي لك الحمد حمدا حمدا ، يا ربي لك الشكر شكرا شكرا ، يا ربي لك الحمد و لك الشكر حتى ترضى ، يا ربي لك الحمد و لك الشكر إذا رضيت ، يا ربي لك الحمد و لك الشكر بعد الرضى ، يا ربي لك الحمد و لك الشكر على ما يسرته لي لأسلك درب الجهاد و الاستشهاد تحت راية حماس المزينة بـ "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ..
و أتقدم إلى الإخوة في كتائب الشهيد عز الدين القسام بالشكر الجزيل لقبولهم لي لأن أكون جنديا في كتائب القسام …
أمي الغالية ، أمي الحنونة ، أمي الصابرة :
لك الشكر و لك من الله عظيم الأجر إن شاء الله على حسن تربيتك لي ، فأنت التي علمتني منذ الصغر طريق المساجد و لطالما كنت تحثيني على الجهاد في سبيل الله و لا زال دعاؤك حاضرا في ذهني و أنا أكتب هذه الكلمات و أنت تدعين لي بالشهادة ، فاصبري يا أماه كما عهدناك و احتسبيني عند الله شهيدا بإذن الله لأكون لك شفيعا إن شاء الله .
أبى العزيز :
يا من ربّيتني و أنفقت عليّ حتى أصبحت جنديا في كتائب القسام فلك من الله عظيم الأجر و الثواب إن شاء الله و أرجوك أن تسامحني على هذا الفراق في الدنيا و إن شاء الله نلتقي في الآخرة نلتقي هناك حيث لا فراق في الجنة إن شاء الله ..
إخوتي في الدم ، إخواني في العقيدة :
يا كل أبناء المساجد يا كل أبناء الحماس يا كل الشهداء الأحياء بداية أستسمح كل واحد منكم أخطأت في حقّه بقصد أو بغير قصد و كلّي أمل بكم و ثقة أن تكونوا ممن يسامحون و يعفون عند المقدرة .
أحبّتي : الصبر الصبر فكلنا على ثغر من ثغور الإسلام .
أحبتي أوصيكم بتقوى الله عزّ و جلّ في المنشط و المكره في السر و العلن و أوصيكم بإخلاص النية لله عزّ و جل في كل عمل و طلب العون من الله - جلّ في علاه - في كل صغيرة و كبيرة و أوصيكم أن تكونوا للدعوة خير حماة و أن تعطوها النصيب الوافر من جهدكم و وقتكم و تضحياتكم .
قال الله – تعالى - : "انفروا خفافا و ثقالا و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" ، فدعوتنا إخوتي لن تنتصر دون بذل و عطاء ، دون جهد و دماء ، دون قتال و أشلاء .. و لقد قال الشهيد القائد عبد عزام : "أيها المسلمون حياتكم و عزّكم الجهاد و وجودكم مرتبط ارتباطا مصيريا بالجهاد" ..
و لبيتي الثاني مسجد الأمان شبابا و شيوخا و أشبالا :
تحية لكم من عند الله طيبة مباركة ، وصيتي لكم هي المحافظة على مسجدكم العامر بكم الشامخ بصمودكم و ثباتكم ، فمسجدكم أمانة في أعناقكم فلا تضيّعوا هذه الأمانة .
و أسأل الله جلّّ في علاه أن يهديكم إلى ما يحبه و يرضاه ، و أن تكونوا دعامة أساسية من دعائم دعوتنا و ديننا و حركتنا ، و لا يكون ذلك إلا بالإخلاص لله عزّ و جلّ و التفاني في العمل و بذل الغالي و النفيس من وقت و مال و صحّة و كل متطلبات العمل ، و أخص بالذكر التضحية و العطاء . و أسأل الله عزّ و جلّ أن يجمعنا في جنته تحت ظل عرشه إخوانا متحابين إن شاء الله .
كلمات لها أثر و ذكريات : "كثيرا ما نقرأ شروط القبول للحصول على وظيفة أو عمل ما ، و للقبول في مدرسة الجهاد أسرار بين المخلصين و بين الله عزّ و جلّ ، فليبحث الجميع ممن أرادوا أن يلتحقوا بهذه المدرسة عن هذه الأسرار و يطبقونها أقوالا و أفعالا" ..
و في الختام ، "أحبتي أزفّ الرحيل فزوّدوني بالدعاء" …
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم العبد الفقير إلى رحمة الله :
الشهيد الحي إن شاء الله أبو الحسن (محمود حسن العابد)
البلدة الأصلية العائدون إليها فاتحين بإذن الله (السوافير الغربية)