المقابلة أو الاستدعاء موضة قديمة-جديدة لدى الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة ، فبعد أن امتلئت السجون بمئات المعتقلين من شتى الأحزاب والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس ، تكونت قناعة لدى قادة هذه الأجهزة بضرورة "ملاحقة" ومراقبة كل من يشتبه بعلاقته مع "مقاومين" قديمين أو حديثين وأصبح ذلك منهجاً تفرضه "ديناميكية" الفصائل الفلسطينية الممانعة ، والتي لا تستفيق من ضربة حتى ترجع قوية كما كانت ، ومستفيدة من الثغرة الأمنية في بناء الدروع التي تحمي وتصد العدو .
"المقابلة" تأتيك بشكل أنيق وجذاب ، في ظرف يذكرك بدعوات "الأعراس" ويمكن الحصول عليها "طازجة" من "الموزع"! ، أو يوصلها في العادة إلى بيتك "مندوب" أو "فتحاوي عريق!" أو ربما قريب لك ، و من الممكن "وهنا الحالة المعتادة" أن يتم اقتحام بيتك وإضفاء جوء "إرهابي" في محيطه وداخله ، كما حدث قبل عدة أيام في بيت أحد أصدقائي ، حيث تم اقتحام بيته بعشرات من "طراطير" الأمن الوقائي ، والذين قاموا بقلب بيت الأخ رأساً على عقب ، وتفتيشه بشكل "مخزي" ، أضف إلى جعبتك ترويع الآمنين ، و"الآمنات" ، وإن لم يقم "الأشاوس" بتحطيم جزء من أثاث بيتك ، وتكسير "طوباته" بحجه البحث عن سلاح "قد يستخدم" في عمليات جهادية فأنت "في الخير كله"!.
إن هذا النوع من "المضايقة" ليس جديداً على أبناء الحركة الإسلامية ، فالاستدعاء "عقيدة" وركيزة أساسية لدى ضباط جيش الاحتلال الاسرائيلي ، والذين يقومون بين الحين والآخر بلقاء الشبان والقادة الفلسطينين من أجل جس نبض الحركة في منطقة ما ، أو حتى التعرف على شخصية بعض المناصرين والنشيطين ، أو حتى إرهاب "المطلوب" والضغط عليه من أجل الإدلاء بمعلومات حساسة قد تستخدم في إحباط عمليات أو كشف خلايا جهادية ، وإنه لمن المفيد أن نذكر الأجهزة الأمنية بأن "استدعاء" شباب حماس لن يوقف تنفيذ عمليات المقاومة أو يعيق "الخلايا" على تجديد نشاطها ، فالاستشهادي رائد مسك منفذ عملية شارع حاييم بارليف في القدس كان قبل عدة أيام فقط من تنفيذ عمليته المزلزلة على موعد مع المخابرات الصهيونية ، والتي لم تستطع الكشف أو التعرف أو حتى التخمين بوجهة "مسك" القادمة . ولكم يا أبناء الأجهزة الأمنية في خلية "النتشة- الكرمي" الأخيرة خير مثال ، فالشهيد مأمون النتشة معتقل سابق لدى الأجهزة الأمنية ، وتعرض لتعذيب شديد ، وكل هذا لم يكن كفيلاً بمنع أبناء حماس من تنفيذ عملية سيل النار الرمضانية ، نقول ذلك لكي تريحوا أنفسكم عناء مقابلتنا والسؤال المتكرر عن ماهيه وتوقيت عمل "حماس" العسكري !.
طلب المقابلات من قبل "الأمن الوقائي" ازداد في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ ، وهذا نابع من الرعب الذي أحدثه مهرجان انطلاقة حماس الثالث والعشرين لدى قادة هذه الاجهزة ، فهذا العرس الذي جدد لثوابت وقناعات الشعب الفلسطيني ، جاء كالصاعقة على رؤوس قادة "فتح" ، فحماس التي حوصرت وجوعت واغتيل قادتها وتعرضت في الشهور السابقة لحملات تشوية مسعورة ، هيَ هيَ ما زالت قوية ، وتطمح "ومن كل عقلها" إلى استئناف العمل العسكري في الضفة المحتلة في القريب العاجل .
إننا على قناعة بأن "الاستدعاء" أو "المقابلة" لن تثني شباب حماس عن مواصلة مشروعهم الذي يزداد حواريوه وأنصاره يوماً بعد يوم في الضفة المحتلة ، ونقول لشبابنا : لا عليكم ، اثبتوا على مواقفكم ، ومن أرادكم فليأتِ إليكم ، والحرية لبناتنا وأمهاتنا في سجون الطغاة ، وليس آخرهم المربية مهيا اشتية ، والعار كل العار على محققي وضباط هذه الاجهزة التي لا تحترم شعبها و نضاله .