شؤون عربية
شؤون دولية
مال و أعمال
تكنولوجيا
شؤون إسلامية
حوادث و طرائف
رياضة
صحة
ثقافة
فن
مجتمع
خدمات صحفية
تعارف
إستشارات طبية
بحث متقدم
قلة الإيمان وضعف التقوى.. أهم أسباب قطع الرحم
26/2/2010
• ملايين الحجاج يقضون ثاني أيام التشريق
• أكثر من مليوني مسلم يبدأون أداء شعائر الحج
• شقيقة زوجة بلير تعتنق الإسلام وترتدي الحجاب
اخبار تابعة اخرى ...
إرسل لصديق
للطباعة
أشهر الأخبار
تحدث الشيخ علاء سعيد عن موضوع هام وكثيراً ما نراه فى مجتمعنا الآن وهو -قطيعة الرحم-، وتعرض فى حديثه لأسباب حدوث ذلك، وما يجب على المسلم القيام به لتجنب حدوث القطيعة ،موضحاً ماهى صلة الرحم وكيف نقويها فى مجتمعنا المسلم.
بدأ الشيخ علاء قائلاً: إذا نظرت إلى قطيعة الرحم ، وجدت أنها تحدث لأسباب عديدة تحمل على القطيعة منها مثلاً الجهل بعواقب القطيعة العاجلة والآجلة ، كما أن الجهل بفضائل الصلة العاجلة والآجلة يقصر عنها ، ولا يبعث إليها .
وكذلك ضعف التقوى فإذا ضعفت التقوى ورق الدين لم يبال المرء بقطع ما أمر الله به أن يوصل ، ولم يطمع بأجر الصلة ولم يخش عاقبة القطيعة ، ومن الأسباب أيضاً الكبر فبعض الناس إذا نال منصبا رفيعا، أو حاز مكانة عالية أو كان تاجرا كبيرا تكبر على أقاربه، وأنف من زيارتهم والتودد إليهم بحيث يرى أنه صاحب الحق، وأنه أولى بأن يزار ويؤتى إليه .
وكذلك الانقطاع الطويل فهناك من ينقطع عن أقاربه فترة طويلة، فيصيبه من جراء ذلك وحشة منهم فيبدأ بالتسويف بالزيارة، فيتمادى به الأمر إلى أن ينقطع عنهم بالكلية، فيعتاد القطيعة، ويألف البعد .
ونلاحظ أن العتاب الشديد قد يكون سبباً لقطيعة الرحم فبعض الناس إذا زاره أحد من أقاربه بعد طول انقطاع أمطر عليه وابلا من اللوم، والعتاب والتقريع على تقصيره في حقه وإبطائه في المجيء إليه ومن هنا تحصل النفرة من ذلك الشخص، والهيبة من المجيء إليه خوفا من لومه .
وتعد قلة الاهتمام بالزائرين أيضاً سببا للقطيعة فمن الناس من إذا زاره أقاربه لم يبد لهم الاهتمام، ولم يصغ لحديثهم بل تجده معرضا عنهم إذا تحدثوا لا يفرح بمقدمهم ولا يشكرهم على مجيئهم ولا يستقبلهم إلا بكل تثاقل وبرود مما يقلل رغبتهم في زيارته .
ومنهم من يكون بخيلاً يتهرب من أقاربه لا كبراً عليهم وإنما خوفا من أن يفتح الباب عليه من أقاربه ، فيبدؤون بالاستدانة منه ، ويكثرون الطلبات عليه ، أو غير ذلك، وبدلا من أن يفتح الباب لهم ، ويستضيفهم ، ويوسع عليهم ويقوم على خدمتهم بما يستطيع ، أو يعتذر لهم عما لا يستطيع إذا به يعرض عنهم ، ويهجرهم حتى لا يرهقوه بكثرة مطالبهم كما يزعم.
ويواصل الشيخ علاء سرد الأسباب التى قد تؤدى لقطع الرحم:
ويأتى تأخير قسمة الميراث سبباً أيضاً لقطع الرحم، فقد يكون بين الأقارب ميراث لم يقسم إما تكاسلا منهم، أو لأن بعضهم عنده شيء من العناد، أو نحو ذلك، وكلما تأخر قسم الميراث، وتقادم العهد عليه شاعت العدواة والبغضاء بين الأقارب فهذا يريد حقه من الميراث ليتوسع به، وهذا آخر يموت ويتعب من بعده في حصر الورثة، وجمع الوكالات حتى يأخذوا نصيبهم من مورثهم، وذاك يسيء الظن بهذا، وهكذا تشتبك الأمور، وتتأزم الأوضاع ، وتكثر المشكلات فتحل الفرقة ، وتسود القطيعة .
والشراكة بين الأقارب ايضاً قد تحدث القطيعة فكثيرا ما يشترك بعض الأخوة أو الأقارب في مشروع أو شركة ما دون أن يتفقوا على أسس ثابتة ، ودون أن تقوم الشركة على الوضوح والصراحة ، بل تقوم على المجاملة ، وإحسان الظن فإذا ما زاد الإنتاج ، واتسعت دائرة العمل دب الخلاف ، وساد البغي ، وحدث سوء الظن خصوصا إذا كانوا من قليلي التقوى والإيثار ، أو كان بعضهم مستبدا برأيه ، أو كان أحد الأطراف أكثر جدية من الآخر ومن هنا تسوء العلاقة ، وتحل الفرقة ، وربما وصلت الحال بهم إلى الخصومات في المحاكم قال تعالى : وان كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم .
والطلاق بين الأقارب قد يحدث الفرقة ، حيث فتكثر المشكلات بين أهل الزوجين إما بسبب الأولاد أو بسبب بعض الأمور المتعلقة بالطلاق ، أو غير ذلك .
والحسد أيضاً فهناك من يرزقه الله علما أو جاها أو مالا أو محبة في قلوب الآخرين ، فتجده يخدم أقاربه ويفتح لهم صدره ، ومن هنا قد يحسده بعض أقاربه ، ويناصبه العداء ويثير البلبلة حوله ، ويشكك في إخلاصه .
هذه بعض الأسباب الحاملة على الهجر وقطيعة الرحم كما سردها الشيخ علاء سعيد الذى أوضح لنا بعد ذلك ماهى صلة الرحم وكيف نقوى هذه الصلة لنكسب رضا الله :
اذا كانت القطيعة تسبب للمؤمن الكثير من المشاكل وان كان طاعة الله اهم واجدر من أى شىء ، فأولى بنا أن نحذر قطيعة الرحم، وأن نتجنب الأسباب الداعية إليها، وما أحرى به أن يصل الرحم وأن يعرف عظيم شأن الرحم، ويتحرى أسباب وصلها، ويرعى الآداب التي ينبغي مراعتها مع الأقارب، وهنا نتساءل ما صلة الرحم؟ وبأي شيء تكون؟ وما فضائلها؟
أقول أن صلة الرحم هى التواصل ضد التصارم ، وعن صلة الرحم: قال ابن الأثير-وهي كناية عن الإحسان إلى الأقـربين من ذوي النسب والأصهار والعطف عليهم والرفق بهم والرعـاية لأحوالهـم وكـذلك إن بعـدوا وأسـاءوا وقَطع الرحمِ ضد ذلك كله.
وتكون صلة الرحم بأمور عديدة بأن نقوم بزيارتهم وتفقد أحوالهم والسؤال عنهم والإهداء إليهم والتصدق على فقيرهم والتلطف مع غنيِهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم وضعفتهم، وتعاهدهم بكثرة السؤال والزيارة إما أن يأتي الإنسان إليهم بنفسه أو يصلهم عبر الرسالة أو المكالمة الهاتفية.
وتكون أيضاً باستضافتهم وحسن استقبالهم وإعزازهم وإعلاء شأنهم وصلة القاطع منهم ، ومشاركتهم في أفراحهم ومواساتهم في أتراحهم والدعاء لهم ، وهذه الصلة تستمر إذا كان الرحم صالحة مستقيمة أو مستورةً.
أما إذا كانت الرحم كافرة أو فاسقةً فتكون صلتهم بالعظة والتذكيروبذل الجهد في ذلك، فإن أعيتك الحيلة في هدايتهم كأن تـرى منهم إعراضا أو عنادا أو أن تخاف على نفسك أن تتردى معهم فلتبعد عنهم ولتهجرهم الهجر الجميل الذي لا أذى فيه بوجه من الوجوه ولتكثر من الدعاء لهم بظهر الغيب لعل الله أن يهديهم ببركة دعائك.