بســم الله الـرحمــن الرحيــم
بعدما رأينا جميعا بأم اعيننا التظاهرات في كل مدن العراق الحبيب : كركوك والسليمانية والموصل وسامراء وبغداد وديالى وبابل وتكريت والسماوة والناصرية والبصرة والفلوجة والرمادي
بات التساؤل ملحا عن خير الديمقراطية ، هل جلبت خيرا !!! هل فيها اي خير !!!
التظاهر ضد الجوع
وضد الفقر
وضد الظلم والتهميش والفساد واللصوص واستغلال السلطة وووووووو
هو السمة المشتركة بين احوال العرب في العراق وفي ليبيا وفي تونس وفي مصر وفي اليمن ووووووو
فلا فرق بين الانظمة الدكتاتورية والانظمة الديمقراطية وقد بدأت الشعوب التي تعيش في ظل الجمهوريات ( الملكية ) وها هي الشعوب التي ترزح تحت حكم الانظمة الملكية تلحق بركب التظاهر فالمغرب والبحرين والاردن قد بدأت مع انه لا قيمة للفرق الزمني والذي لا يزيد عن شهر او شهرين فهذا لا شيء في عمر الزمن فالجميع عاش في ذل منذ ما يقرب من قرن نصفه تحت الاستعمار المباشر والنصف الثاني تحت (استقلال ) او استعمار غير مباشر
المهم انه لن تثمر الديمقراطية اي خير لا والف لا ،
فليتفكر المخدوعون والمضبوعون ، تفكروا ولو مرة
فالعراقيون يئنون تحت الظلم كما هو حال الليبيين ، والجميع يعانون مرارة الظلم والبؤس والحرمان والاذلال.
ميزانية العراق السنوية مئة مليار دولار ومع ذلك فالعراقيون يتضورون جوعا
العراق بلاد الخيرات فالخير فوق الارض اذ ان فيها نهرين عظيمين ( مصر فيها نهر واحد يعيش عليه 80 مليون ) ولا يوجد في العراق سوى 20 مليون لان هناك 6 مليون هاجروا بحثا عن الامن والعيش الكريم ، وفوق ذلك ففي العراق مخزون نفطي هائل ولكن ما زال العراقيون في بؤس وضنك
فماذا جلبت الديمقراطية ؟
جلبت بؤسا كمثل البؤس الذي جلبته الدكتاتورية الليبية ومافيوية حسني مبارك وملكية استعباد مارسها الحسن الثاني وابنه
جلبت فوق الجوع تهجيرا ونزوحا جماعيا الى خارج البلد
جلبت نظام المحاصصة فقضت على فكرة الرجل المناسب في المكان المناسب
جلبت الطائفية والمناطقية والتمييز العرقي والمذهبية
اذن فقد جلبت بلايا اكثر من الدكتاتورية
ولانه لم يوجد لدى النظام الدكتاتوري المافيوي الذي صنعه حسني مبارك طائفية رغم انه حاول صنعها ولا يوجد لدى دكتاتورية عبدالله الثاني طائفية رغم انه يذكي فتنة مناطقية
يخلص المتفكر الى نتيجة جلية وهي ان شر الديمقراطية اكبر من شر الدكتاتورية وان كان كلاهما شر مستطير
نعم جلبت دكتاتورية البعث في العراق السابق وفي سوريا التعصب القومي والتمييز على اساس العرق فظلمت الاكراد وفي سوريا تحديدا سمحت للطائفة العلوية بالتغول والسيطرة .
لكن ديمقراطية العراق بنت الاسوار العالية داخل المدينة الواحدة فها هو السور يحيط بحي الاعظمية ليحولها الى سجن كبير وها هو جسر الائمة يخلق عالمين مختلفين متضادين في الكرخ والرصافة
ها هي ديمقراطية العراق صنعت بين اهل البلد الواحد صراعا ودما وفتنة نحتاج لازالة آثارها عقودا من الزمن
لكن ديكاتورية القذافي ودكتاتورية مبارك لم تبن اسوارا بين ابناء المدينة الواحدة
كلا الفسادين الفساد الديمقراطي والفساد الدكتاتوري غذى العشائرية والمحسوبية وشراء الذمم فلا فضل لاحدهما على الآخر من هذه الناحية
فالمحصلة النهائية ترينا بوضوح وجلاء ان شر الديمقراطية اكبر من شر الدكتاتورية مع ان كليهما شر مستطير
موضوع: الديموقراطية و الديكتاتورية ..لا فرق بينهما 
الثلاثاء مارس 01, 2011 8:16 am
