فصل في تدبيره لأمر النوم واليقظة

<H2 dir=rtl align=center><A name=" 5524">فصل في تدبيره <M s="01381">لأمر النوم واليقظة </H2>
من تدبر نومه ويقظته <M s="243021">صلى الله عليه وسلم وجده <M s="272842">أعدل نوم <M s="437642">وأنفعه للبدن والأعضاء والقوى فإنه <M s="367020">كان ينام <M s="470242">أول الليل ويستيقظ في أول النصف <M s="059456">الثاني فيقوم ويستاك ويتوضأ <M s="243030">ويصلي ما كتب الله له فيأخذ البدن والأعضاء والقوى <M s="09231">حظها من النوم <M s="174663">والراحة <M s="09231">وحظها من <M s="175179">الرياضة مع وفور الأجر وهذا غاية صلاح القلب والبدن والدنيا والآخرة . 
ولم يكن يأخذ من النوم فوق القدر <M s="1003194">المحتاج إليه ولا يمنع نفسه من القدر <M s="1003194">المحتاج إليه منه <M s="367020">وكان يفعله على أكمل الوجوه فينام إذا دعته الحاجة إلى النوم على شقه الأيمن ذاكرا الله حتى تغلبه عيناه غير ممتلئ البدن من الطعام والشراب ولا مباشر بجنبه الأرض ولا <M s="0043195">متخذ للفرش المرتفعة بل له ضجاع من أدم حشوه ليف <M s="367020">وكان يضطجع على الوسادة ويضع يده تحت خده أحيانا . <HEADINGTEST>
<SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="نوعا النوم">[ <A id="الكلمات المفتاحية" name="نوعا النوم971">نوعا النوم </A>] </SINDEX></HEADINGTEST><HEADINGTEST>
<SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="النوم الطبيعي">[ <A id="الكلمات المفتاحية" name="النوم الطبيعي969">النوم الطبيعي </A>] </SINDEX></HEADINGTEST>
ونحن نذكر فصلا في النوم والنافع منه والضار فنقول 
النوم <M s="101663">حالة للبدن يتبعها غور الحرارة الغريزية والقوى إلى باطن البدن لطلب <M s="174663">الراحة وهو نوعان طبيعي وغير طبيعي . فالطبيعي إمساك القوى النفسانية عن أفعالها وهي قوى الحس والحركة الإرادية ومتى أمسكت هذه القوى عن <M s="0863189">تحريك البدن استرخى واجتمعت الرطوبات والأبخرة التي <M s="367020">كانت تتحلل وتتفرق بالحركات واليقظة في الدماغ الذي هو مبدأ هذه القوى فيتخدر ويسترخي وذلك النوم الطبيعي . <HEADINGTEST>
<SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="النوم غير الطبيعي"><A id="الكلمات المفتاحية" name="النوم غير الطبيعي965">[ النوم غير الطبيعي ] </A></SINDEX></HEADINGTEST>
وأما النوم غير الطبيعي فيكون لعرض أو مرض وذلك بأن تستولي الرطوبات على الدماغ استيلاء لا تقدر اليقظة على تفريقها أو تصعد أبخرة <M s="16191">رطبة كثيرة كما يكون عقيب الامتلاء من الطعام والشراب فتثقل الدماغ <M s="155128">وترخيه فيتخدر ويقع إمساك القوى النفسانية عن أفعالها فيكون النوم . <HEADINGTEST>
<SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="فائدتا النوم"><A id="الكلمات المفتاحية" name="فائدتا النوم970"><M s="325656">[ فائدتا النوم </A>] </SINDEX></HEADINGTEST>
وللنوم <M s="325656">فائدتان جليلتان إحداهما : سكون الجوارح <M s="174663">وراحتها مما يعرض لها من التعب فيريح الحواس من نصب اليقظة ويزيل الإعياء <M s="0031216">والكلال . 
<M s="0594236">والثانية هضم الغذاء ونضج الأخلاط لأن الحرارة الغريزية في وقت النوم تغور إلى باطن البدن <M s="290628">فتعين على ذلك ولهذا يبرد ظاهره ويحتاج <M s="446856">النائم إلى فضل دثار . <HEADINGTEST>
<SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="أنفع كيفيات النوم"><A id="الكلمات المفتاحية" name="أنفع كيفيات النوم966"><M s="437642">[أنفع كيفيات النوم </A>] </SINDEX></HEADINGTEST>
<M s="437642">وأنفع النوم أن ينام على <A id=الأماكن name=الشق1473>الشق </A>الأيمن ليستقر الطعام بهذه الهيئة في المعدة استقرارا حسنا فإن المعدة أميل إلى الجانب الأيسر قليلا ثم يتحول إلى <A id=الأماكن name=الشق1474>الشق </A>الأيسر قليلا ليسرع الهضم بذلك لاستمالة المعدة على الكبد ثم يستقر نومه على الجانب الأيمن ليكون الغذاء <M s="199942">أسرع انحدارا عن المعدة فيكون النوم على الجانب الأيمن بداءة نومه ونهايته <M s="351860">وكثرة النوم على الجانب الأيسر <A id="القبائل والجماعات" name=مضر928>مضر </A>بالقلب بسبب ميل الأعضاء إليه فتنصب إليه المواد . <HEADINGTEST>
<A id="الكلمات المفتاحية" name="أردأ نوعيات النوم967"><SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="أردأ نوعيات النوم"></A>[ أردأ نوعيات النوم <A id="الكلمات المفتاحية" name="أردأ نوعيات النوم15060">] </A></SINDEX></HEADINGTEST>
وأردأ النوم النوم على الظهر ولا يضر الاستلقاء عليه <M s="174663">للراحة من غير نوم وأردأ منه أن ينام منبطحا على وجهه وفي " المسند " و " <SINDEX stype="الكتب" svalue="سنن ابن ماجه"><A id=الكتب name="سنن ابن ماجه114">سنن <M s="0381449">ابن <M s="0015120">ماجه </A></SINDEX>" عن <M s="00161">أبي <M s="0029216">أمامة <M s="347220">قال <M s="397020"><IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif" align=absBottom border=0> مر النبي <M s="243021">صلى الله عليه وسلم على رجل <M s="446856">نائم في المسجد منبطح على وجهه <M s="251020">فضربه برجله <M s="347220">وقال <SINDEX stype="الأحاديث والآثار" svalue="قم أو اقعد فإنها نومة جهنمية"><A id="الأحاديث والآثار" name="قم أو اقعد فإنها نومة جهنمية1181">قم أو اقعد فإنها نومة جهنمية </A></SINDEX><IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif" align=absBottom border=0> 
<M s="347220">قال <M s="0029216"><SINDEX stype="الكتب" svalue="التقدمة لأبقراط"><A id=الكتب name="التقدمة لأبقراط25868">إبقراط في كتاب " <M s="0031216">التقدمة " </A></SINDEX>: وأما نوم المريض على بطنه من غير أن <M s="367032">يكون عادته في صحته جرت بذلك يدل على اختلاط عقل وعلى ألم في نواحي البطن <M s="347220">قال الشراح لكتابه لأنه خالف العادة الجيدة إلى هيئة رديئة من غير سبب ظاهر ولا باطن . <HEADINGTEST>
<SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="منافع النوم المعتدل">[ <A id="الكلمات المفتاحية" name="منافع النوم المعتدل964">منافع النوم المعتدل </A>] </SINDEX></HEADINGTEST>
والنوم المعتدل ممكن للقوى الطبيعية من أفعالها مريح للقوة النفسانية مكثر من جوهر حاملها حتى إنه ربما <A id=الأعلام name=عاد2401><M s="289420">عاد </A>برخائه مانعا من تحلل الأرواح . <HEADINGTEST>
<SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="مفاسد نوم النهار وبخاصة آخره"><A id="الكلمات المفتاحية" name="مفاسد نوم النهار وبخاصة آخره962">[مفاسد نوم النهار وبخاصة آخره </A>] </SINDEX></HEADINGTEST>
ونوم النهار رديء يورث الأمراض <M s="0031216">الرطوبية والنوازل ويفسد اللون ويورث الطحال ويرخي العصب ويكسل ويضعف الشهوة إلا في الصيف وقت <M s="4517236">الهاجرة وأردؤه نوم أول النهار وأردأ منه النوم آخره بعد العصر ورأى <SINDEX stype="الأعلام" svalue="عبد الله بن عباس"><A id=الأعلام name="عبد الله بن عباس2398">عبد الله بن عباس </A></SINDEX>ابنا له <M s="446856">نائما نومة الصبحة <M s="347220">فقال له <IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif" align=absBottom border=0> قم <SINDEX stype="الأحاديث والآثار" svalue="أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق"><A id="الأحاديث والآثار" name="أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق1178">أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق </A></SINDEX><IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif" align=absBottom border=0> ؟ 
<M s="347219">وقيل نوم النهار ثلاثة خلق وحرق وحمق . فالخلق نومة <M s="4517236">الهاجرة وهي خلق رسول الله <M s="243021">صلى الله عليه وسلم . والحرق نومة الضحى تشغل عن <M s="01381">أمر الدنيا والآخرة . والحمق نومة العصر . 
<M s="347220">قال بعض السلف من <M s="446820">نام بعد العصر فاختلس عقله فلا <M s="387832">يلومن إلا نفسه . <M s="347220">وقال الشاعر 
<CENTER>
<TABLE dir=rtl cellSpacing=2 cellPadding=1 width="70%">
<TBODY>
<TR>
<TD noWrap align=right width="45%">
<A id=الشعر name="ألا إن نومات الضحى74"><SINDEX stype="الشعر" svalue="ألا إن نومات الضحى"></A>ألا إن نومات الضحى <A id=الشعر name="ألا إن نومات الضحى15582">تورث الفتى </A></TD>
<TD width="10%">
</TD>
<TD noWrap align=right width="45%">
خبالا ونومات <M s="0029216">العصير جنون </SINDEX></TD></TR></TBODY></TABLE></CENTER>
<CENTER></CENTER><HEADINGTEST>
<SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="مفاسد نوم الصبحة">[ <A id="الكلمات المفتاحية" name="مفاسد نوم الصبحة968">مفاسد نوم الصبحة </A>] </SINDEX></HEADINGTEST>
ونوم الصبحة يمنع الرزق لأن ذلك وقت تطلب فيه الخليقة أرزاقها وهو وقت قسمة الأرزاق فنومه حرمان إلا لعارض أو ضرورة وهو <A id="القبائل والجماعات" name=مضر929>مضر </A>جدا بالبدن لإرخائه البدن وإفساده للفضلات التي ينبغي تحليلها <M s="1751181">بالرياضة فيحدث تكسرا <M s="29246">وعيا وضعفا . وإن <M s="367020">كان قبل التبرز والحركة <M s="1751181">والرياضة وإشغال المعدة بشيء فذلك الداء العضال المولد لأنواع من الأدواء . <HEADINGTEST>
<SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="مفاسد النوم في الشمس أو بعضه في الشمس">[ <A id="الكلمات المفتاحية" name="مفاسد النوم في الشمس أو بعضه في الشمس960">مفاسد النوم في الشمس أو بعضه في الشمس </A>] </SINDEX></HEADINGTEST>
والنوم في الشمس يثير الداء الدفين ونوم <M s="0152171">الإنسان بعضه في الشمس وبعضه في الظل رديء وقد روى <A id=الأعلام name="أبو داود2400"><SINDEX stype="الكتب" svalue="سنن أبي داود"></A>أبو <M s="0029216">داود <A id=الكتب name="سنن أبي داود 26074">في " سننه " </A></SINDEX>من حديث <M s="00161">أبي هريرة <M s="347220">قال <M s="347220">قال رسول الله <M s="243021">صلى الله عليه وسلم <IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif" align=absBottom border=0> <SINDEX stype="الأحاديث والآثار" svalue="إذا كان أحدكم في الشمس فقلص عنه"><A id="الأحاديث والآثار" name="إذا كان أحدكم في الشمس فقلص عنه1180">إذا <M s="367020">كان أحدكم في الشمس <M s="341520">فقلص عنه </A>الظل <M s="247320">فصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم </SINDEX><IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif" align=absBottom border=0> 
وفي " <SINDEX stype="الكتب" svalue="سنن ابن ماجه"><A id=الكتب name="سنن ابن ماجه115">سنن <M s="0381449">ابن <M s="0015120">ماجه </A></SINDEX>" وغيره من حديث <M s="0031216">بريدة بن <M s="0031216">الحصيب أن رسول الله <M s="243021">صلى الله عليه وسلم <IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif" align=absBottom border=0> <SINDEX stype="الأحاديث والآثار" svalue="نهى أن يقعد الرجل بين الظل والشمس"><A id="الأحاديث والآثار" name="نهى أن يقعد الرجل بين الظل والشمس1179"><M s="444920">نهى أن يقعد الرجل بين الظل والشمس </A></SINDEX><IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif" align=absBottom border=0> وهذا تنبيه على منع النوم بينهما . 
وفي " <SINDEX stype="الكتب" svalue="الصحيحان"><A id=الكتب name="الصحيحان 26143">الصحيحين </A></SINDEX>" عن <SINDEX stype="الأعلام" svalue="البراء بن عازب"><A id=الأعلام name="البراء بن عازب2399">البراء بن عازب </A></SINDEX>أن رسول الله <M s="243021">صلى الله عليه وسلم <M s="347220">قال <IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif" align=absBottom border=0> <SINDEX stype="الأحاديث والآثار" svalue="إذا أتيت مضجعك فتوضأ"><A id="الأحاديث والآثار" name="إذا أتيت مضجعك فتوضأ1183">إذا أتيت مضجعك <M s="4854504">فتوضأ </A>وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم إني أسلمت <M s="43711">نفسي إليك ووجهت <M s="47511">وجهي إليك وفوضت <M s="01381">أمري إليك وألجأت <M s="26901">ظهري إليك رغبة <M s="172760">ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي <M s="426741">أنزلت ونبيك الذي أرسلت واجعلهن آخر <M s="361882">كلامك فإن <M s="390619">مت من ليلتك <M s="390619">مت على الفطرة </SINDEX><IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif" align=absBottom border=0> . 
وفي " <SINDEX stype="الكتب" svalue="صحيح البخاري"><A id=الكتب name="صحيح البخاري113">صحيح البخاري </A></SINDEX>" عن <M s="2914236">عائشة أن رسول الله <M s="243021">صلى الله عليه وسلم <IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif" align=absBottom border=0> <SINDEX stype="الأحاديث والآثار" svalue="كان إذا صلى ركعتي الفجر"><A id="الأحاديث والآثار" name="كان إذا صلى ركعتي الفجر1182"><M s="367020">كان إذا <M s="243021">صلى ركعتي الفجر </A>- يعني سنتها - اضطجع على شقه الأيمن </SINDEX><IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif" align=absBottom border=0> <HEADINGTEST>
<SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="الحكمة من النوم على الجانب الأيمن">[ <A id="الكلمات المفتاحية" name="الحكمة من النوم على الجانب الأيمن961">الحكمة من النوم على الجانب الأيمن </A>] </SINDEX></HEADINGTEST>
وقد <M s="347219">قيل إن الحكمة في النوم على الجانب الأيمن أن لا يستغرق <M s="446856">النائم في نومه لأن القلب فيه ميل إلى جهة اليسار فإذا <M s="446820">نام على جنبه الأيمن <M s="262020">طلب القلب مستقره من الجانب الأيسر وذلك يمنع من استقرار <M s="446856">النائم واستثقاله في نومه بخلاف قراره في النوم على اليسار فإنه مستقره فيحصل بذلك الدعة التامة فيستغرق الإنسان في نومه ويستثقل فيفوته مصالح دينه ودنياه . <HEADINGTEST>
<SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="فوائد الدعاء قبل النوم"><A id="الكلمات المفتاحية" name="فوائد الدعاء قبل النوم963"><M s="3241167">[فوائد الدعاء قبل النوم </A>] </SINDEX></HEADINGTEST>
ولما <M s="367020">كان <M s="446856">النائم بمنزلة الميت والنوم <M s="00451">أخو الموت - ولهذا يستحيل على الحي الذي لا يموت وأهل الجنة لا ينامون فيها - <M s="367020">كان <M s="446856">النائم <M s="1003194">محتاجا إلى من يحرس نفسه ويحفظها مما يعرض لها من الآفات ويحرس بدنه أيضا من طوارق الآفات <M s="367020">وكان ربه وفاطره تعالى هو المتولي لذلك وحده . 
علم النبي <M s="243021">صلى الله عليه وسلم <M s="446856">النائم أن يقول كلمات التفويض والالتجاء والرغبة <M s="172760">والرهبة ليستدعي بها كمال حفظ الله له وحراسته لنفسه وبدنه <M s="159341">وأرشده مع ذلك إلى أن يستذكر <M s="0145149">الإيمان وينام عليه ويجعل التكلم به آخر <M s="361882">كلامه فإنه ربما توفاه الله في منامه فإذا <M s="367020">كان <M s="0145149">الإيمان آخر <M s="361882">كلامه <M s="127620">دخل الجنة فتضمن هذا الهدي في المنام مصالح القلب والبدن والروح في النوم واليقظة والدنيا والآخرة فصلوات الله وسلامه على من <M s="448224">نالت به <M s="014462">أمته كل خير . 
وقوله <IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif" align=absBottom border=0> أسلمت نفسي إليك <IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif" align=absBottom border=0> أي جعلتها مسلمة لك تسليم العبد المملوك نفسه إلى سيده ومالكه . وتوجيه وجهه إليه يتضمن إقباله بالكلية على <M s="14851">ربه وإخلاص القصد والإرادة له وإقراره بالخضوع والذل والانقياد <M s="347220">قال تعالى : <IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif" align=absBottom border=0> <SINDEX stype="الآيات" svalue="فإن حاجوك فقل"><A id=الآيات title="سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:20" href="javascript:DisplayAyaa(3,20)" name="فإن حاجوك فقل288">فإن <M s="082356">حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن </A></SINDEX><IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif" align=absBottom border=0> [ سورة <M s="01712">آل عمران الآية 20 ] . 
<M s="145020">وذكر الوجه إذ هو أشرف ما في <M s="0152171">الإنسان ومجمع الحواس وأيضا ففيه معنى التوجه والقصد من قوله 
<CENTER>
<TABLE dir=rtl cellSpacing=2 cellPadding=1 width="70%">
<TBODY>
<TR>
<TD noWrap align=right width="45%">
<SINDEX stype="الشعر" svalue="استغفر الله ذنبا"><A id=الشعر name="استغفر الله ذنبا16052">أستغفر الله ذنبا لست <M s="090796">محصيه </A></TD>
<TD noWrap align=right width="10%">
</TD>
<TD noWrap align=right width="45%">
<A id=الشعر name="استغفر الله ذنبا32302"><M s="14851">رب العباد إليه الوجه والعمل </A></SINDEX></TD></TR></TBODY></TABLE></CENTER>
<CENTER></CENTER>
وتفويض الأمر إليه رده إلى الله سبحانه وذلك يوجب سكون القلب وطمأنينته والرضى بما يقضيه ويختاره له مما يحبه ويرضاه والتفويض من أشرف <M s="347395">مقامات العبودية ولا علة فيه وهو من <M s="347395">مقامات الخاصة خلافا <M s="182356">لزاعمي خلاف ذلك . 
وإلجاء الظهر إليه سبحانه يتضمن قوة الاعتماد عليه والثقة به <A id=الأماكن name=السكون1472>والسكون </A>إليه والتوكل عليه فإن من <M s="209741">أسند ظهره إلى ركن وثيق لم <M s="121631">يخف السقوط . ولما <M s="367020">كان للقلب قوتان قوة الطلب وهي الرغبة وقوة الهرب وهي <M s="172760">الرهبة <M s="367020">وكان العبد طالبا لمصالحه هاربا من <A id="الكلمات المفتاحية" name=مضاره972>مضاره </A><A id=الأماكن name=جمع1475>جمع </A>الأمرين في هذا التفويض والتوجه <M s="347220">فقال رغبة <M s="172760">ورهبة إليك ثم أثنى على <M s="14851">ربه بأنه لا ملجأ للعبد سواه ولا منجا له منه غيره فهو الذي يلجأ إليه العبد لينجيه من نفسه كما في الحديث الآخر <IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif" align=absBottom border=0> <SINDEX stype="الأحاديث والآثار" svalue="أعوذ برضاك من سخطك"><A id="الأحاديث والآثار" name="أعوذ برضاك من سخطك1184"><M s="289532">أعوذ <M s="16179">برضاك من سخطك </A><M s="2821335">وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك </SINDEX><IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif" align=absBottom border=0> فهو سبحانه الذي يعيذ عبده وينجيه من بأسه الذي هو <M s="2337208">بمشيئته وقدرته فمنه البلاء ومنه <M s="2906332">الإعانة ومنه ما يطلب النجاة منه وإليه الالتجاء في النجاة فهو الذي يلجأ إليه في أن ينجي مما منه ويستعاذ به مما منه فهو رب كل شيء ولا يكون شيء إلا <M s="2337208">بمشيئته <IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif" align=absBottom border=0><SINDEX stype="الآيات" svalue="وإن يمسسك الله بضر"> <A id=الآيات title="سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:17" href="javascript:DisplayAyaa(6,17)" name="وإن يمسسك الله بضر287">وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو </A></SINDEX><IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif" align=absBottom border=0> [ سورة الأنعام الآية 17 ] <IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif" align=absBottom border=0> <SINDEX stype="الآيات" svalue="قل من ذا الذي يعصمكم من الله"><A id=الآيات title="سورة الأحزاب (سورة رقم: 33)؛ آية رقم:17" href="javascript:DisplayAyaa(33,17)" name="قل من ذا الذي يعصمكم من الله286">قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن <M s="174741">أراد بكم سوءا أو <M s="174741">أراد بكم رحمة </A></SINDEX><IMG src="http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif" align=absBottom border=0> [ سورة الأحزاب الآية 17 ] ثم <M s="105420">ختم الدعاء بالإقرار <M s="0145149">بالإيمان بكتابه ورسوله الذي هو ملاك النجاة والفوز في الدنيا والآخرة فهذا هديه في نومه . 
<CENTER>
<TABLE dir=rtl cellSpacing=2 cellPadding=1 width="70%">
<TBODY>
<TR>
<TD noWrap align=right width="45%">
<SINDEX stype="الشعر" svalue="لو لم يقل إني رسول"><A id=الشعر name="لو لم يقل إني رسول73">لو لم يقل إني رسول </A><M s="367020">لكا </TD>
<TD width="10%">
</TD>
<TD noWrap align=right width="45%">
ن شاهد في هديه ينطق </SINDEX></TD></TR></TBODY></TABLE></CENTER>
<CENTER></CENTER>
<H3 dir=rtl align=center><A name=" 5524">فصل <SINDEX stype="الكلمات المفتاحية" svalue="هديه في اليقظة"><A id="الكلمات المفتاحية" name="هديه في اليقظة5980">[هديه <M s="243021">صلى الله عليه وسلم في اليقظة </A>] </SINDEX></A></H3>
وأما هديه في يقظته <M s="367020">فكان يستيقظ إذا <M s="247120">صاح الصارخ وهو الديك فيحمد الله تعالى ويكبره <M s="0029216">ويهلله <M s="132032">ويدعوه ثم يستاك ثم يقوم إلى وضوئه ثم يقف للصلاة بين يدي <M s="14851">ربه مناجيا له بكلامه مثنيا عليه راجيا له راغبا راهبا فأي حفظ لصحة القلب والبدن والروح والقوى ولنعيم الدنيا والآخرة فوق هذا .

» أذكار الاستيقاظ من النوم
» فصل في تدبيره لأمر النوم واليقظة
» النوم … وقت اجتماع القوم!!!
» النوم … وقت اجتماع القوم!!!
» كثرة النوم والكسل