في رسالة مصورة أصدر الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، رثاء لقائده زعيم التنظيم، أسامة بن لادن، وتوعد الولايات المتحدة الأمريكية مما سيحل بهم بعد فرحهم لمقتل بن لادن، الذي قضى في عملية عسكرية أمريكية استهدفت مقره بمدينة أبوت أباد، شمال العاصمة الباكستانية، إسلام أباد.
وجاءت كلمة الظواهري في تسجيل بعنوان "وترجل الفارس النبيل"، ونشرت على مواقع متشددة دأبت على نشر تسجيلات صوتية ومرئية لتنظيم القاعدة.
وبدأ التسجيل بلقطة لابن لادن وهو يقسم بأن أمريكا والأمريكيين لن "يحلموا بالأمن قبل أن نعيشه في فلسطين وقبل خروج القوات الأمريكية من الأراضي المقدسة."
وزف الظواهري نبأ "استشهاد" بن لادن الذي وصفه بأنه "الامام المجاهد، والمجدد المهاجر، المرابط، الأمين، النبيل، القائد المحنك.. البطل المقاتل في الصف الأول، رائد جهاد الشيوعيين ثم الصليبيين، إمام العصر في جهاد أمريكا، محرض الأمة ورمز عزتها وكرامتها وفضها للذل والتبعية."
وكرر الظواهري قسم بن لادن حول أمن أمريكا والأمريكيين، وتلى الشعر في مدح بن لادن ورثائه، متطرقاً إلى صفات تمتع بها أسامة، كالزهد.
وقال إن إسامة "ذهب مضرجاً بدمائه.. البطل الذي لم يستسلم حتى آخر رمق في حياته، قتل وسط أهله وأبنائه"، وشبه مقتله بمقتل الحسين بن علي، الذي قال "هيهات منا الذلة".. وأسامة قال "هيهات المذلة لأمريكا.. هيهات المذلة للاستكبار الصليبي.. هيهات المذلة للعمالة الباكستانيين.. هيهات التفريط في حرمات الأمة ومقدساتها."
وأشار الظواهري إلى أن بن لادن رحل بعد أن حقق ما يريد، أي "تحريض الأمة"، وهو التحريض الذي بلغ "مشارق الأرض ومغاربها"، وهي المهمة التي كان يؤمن بها أسامة بن لادن، بحسب الظواهري.
وقال إن أمريكا تواجه اليوم "أمة منتفضة أفاقت من سباتها في لحظة جهادية"، مشيراً إلى أن أمريكا واجهت أربع كوارث قاصمة، أولها "الغزوات المباركات في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا، حيث حطم النسور الاستشهاديون رمز الاقتصاد الأمريكي في نيويورك ومركز القيادة العسكرية الأمريكية في البنتاغون."
أما الكارثة الثانية برأي الظواهري فهي هزيمتها في العراق، والثالثة هزيمتها في أفغانستان وإعلان عزمها الانسحاب في يوليو/تموز المقبل.
والكارثة الرابعة هي "تساقط وكلاء أمريكا الفاسدين المفسدين في تونس ومصر، وتأرجح كراسييهم في ليبيا واليمن وسوريا"، بحسب الظواهري.
وتطرق الظواهري في كلمته، التي جاءت في 28:35 دقيقة، إلى "أخلاقيات" الولايات المتحدة، من خلال إلقاء جثة بن لادن في البحر، وقال "زعمت أمريكا بعد قتلها بن لادن أنها ألقت جثته في البحر وفق طقوس إسلامية"، وقال ساخراً "أي إسلام هذا؟ إسلام أمريكا أم إسلام أوباما الذي باع دين أبيه وتنصر وصلى صلاة اليهود؟"
وقال إن أمريكا انتهكت ميثاق جنيف، رغم أنها وقعت عليه، متهماً إيها بأنها لا تعرف "شرف الخصومة."
وشكر الظواهري كل من تظاهر بعد مقتل بن لادن ومن صلى عليه صلاة الغائب، وأثنى على عدد منهم، ومن بين من سماهم بالاسم، الشيخ حسن أويس، زعيم حركة الشباب المجاهدين في الصومال، وإسماعيل هنية، القيادي في حركة حماس.
وجدد الظواهري البيعة للملا عمر "أمير المؤمنين"، وعاهده على السمع والطاعة، قبل أن يحرض في رسالته المصورة الباكستانيين على الانتفاض ضد السلطة في إسلام أباد، حيث وصف قادتها السياسيين والعسكريين بأنهم "باعوا عزة باكستان."
وطالب الظواهري الشعب السوري بمواصلة النضال ضد النظام السوري، واليمنيين ضد نظام علي عبدالله صالح.
وختم رسالته متوعداً أمريكا من الفرحة التي عمتهم إثر مقتل أسامة بن لادن، مشيراً إلى أن كل فرحة سابقة جرت عليهم الويلات، بدءاً من أفغانستان وانتهاء بالعرق، وقال: "انتم فرحون باستشهاد بن لادن.. انتظروا ما يحل بكم بعد كل فرحة."