يصف جاسر اصعب لحظة مرت عليه قال : كان لي في الأسر رفيق كنا لا نفترق ابدا وهو الأسير هاشم سوسي وهو يقضي محكومية تقارب محكوميتي ، وعندما حضرت الاسماء لأول مرة كان إسمي وإسمه في قائمة المحررين ،
كنا سعيدين للغاية وإتصلنا بأهلنا واخبرناهم وكانوا في قمة السعادة وبدأت عائلتي وعائلته بتحضير حفلة إستقبال المهنئين. حتى أخر ساعة قبل خروجنا تحدثت للإخوة في غزة وتأكدت من أسماء من سيخرج من الأسر فلم يذكروا إسم هاشم ،وقد كانت القائمة التي حصلت عليها من مصدر غير دقيق، ومن الفرحة وإلتهائنا بفرحة النصر لم يخطر في بالي أن أتأكد من الأسماء ،
والآن أنا في موقف صعب ماذا اقول لهاشم وهو قد حزم امتعته ..هل أرسل له شاب ليخبره نيابة عني ولكن لا احد يقدر مشاعره غيري لأني صديقه وقضينا الفترة الأخيرة نخطط معا لكل شيء ، فقلت يجب أن أخبره قبل فوات الآوان فيجب ان أودعه ، ذهبت له وأنا لا أدري ماذا أقول له قلت له : هشام أعذرني ولكن لا ادري ما أقول لك فإسمك لم يذكر بالقائمة الأخيرة، فضحك هاشم وقال لي: بكفي مزح يا جاسر بلاش تفاول علينا، بدأت الدموع تنهمر من عيني وقلت له والله يا هاشم إسمك مش موجود ، صمت لحظتها عندما شعر أن كلامي جدي ،وقال لي : جاسر الآن سيبنا من المزح وإحكي جد أنا راح أطلع ولا لأ ، فقلت له والله يا هاشم إسمك مش موجود لم استطع أن اقول له مش راح تطلع إكتفيت بقول إسمك مش موجود،
لحظتها لأول مرة أرى هاشم ينهار في احضاني من البكاء كأنه مقهور وبكيت معه وتعهدت بأن أفعل المستحيل لأخرجه ، وودعته وبقيت أمسك بيده حتى اغلق السجان باب السجن وعيوني في عيونه واردد له أوعدك ياهاشم راح تطلع بإذن الله راح تطلع.
رد مع اقتباس