عندما ُُتلعب السياسة يكون هناك طرفان أو أكثر ، طرف ذكي بامتياز وأخر غبي بامتياز يستطيع الطرف الذكي ممن يستحقون أن يطلق عليهم لقب عمالقة السياسة أن يستثمر مواقف الطرف الغبي لكي يجيرها أو يحولها مكاسب لصالحة وليس بالضرورة على الفور او المدى القصير ولكن على المدى المتوسط والبعيد ذلك أن عمالقة السياسة يتصفون بطول النفس على عكس أغبياءها فهم قصار النفس ومتعجلون دائما أما الطرف الغبي ممن يطلق عليهم اسم أقزام السياسة أو قصار القامة السياسية يجعلون من أنفسهم مادة يستثمرها خصومهم لذلك تأتي تصرفاتهم بالضد عليهم وفي غير صالحهم .
هناك تخوف من الغالبية خاصة المثقفين في الشارع المصري من فوز مرشح الأخوان أو المحسوبين عليهم وهذا تخوف لامبرر له على الاطلاق ويبدو لي كمتابع للشأن المصري أن المجلس العسكري ومعه قوى ليبرالية أخرى وفي ظل حالة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي وفي ظل عدم نضوج الثقافة السياسية لكثير من قطاعات الشعب المصري خاصة الطبقات الفقيرة والفقيرة جدا وبعض الأرياف وفي ظل ما تنتظره مصر من الرئيس القادم من مهام جسام ، هؤلاء جميعا باتوا مطمئنين جدا وربما يدفع بعضهم باتجاه فوزمرشح الاخوان أو المحسوبين عليهم خاصة بعد تأزم الحملات الانتخابية وخروجها عن نص الحديث عن صالح الوطن والمواطن الى الاتهام والذم والشتم والتشهير الشخصي أي باختصار ماعادت المنافسة بالنسبة لعقلاء وعمالقة السياسة بتلك الجدوى في ظل تعقد الأمور والوصول بها الى درجة السفه لابل أن فوز مرشح أخر غير مرشح الاخوان أو من يحسبون عليهم سوف يترك الباب مفتوحا على تعقيدات أكثر لا ولن تمكن أي رئيس قادم من للتفرغ للمهام الجسام والعكس صحيح فيما اذا فاز مرشح الاخوان او من حسب عليهم .
ولعل الخيار الذكي لعقلاء السياسة وعمالقتها ألأن أن خير وسيلة لحرق الخصم هو أن ندفع به أن يفوز .
في تقديري أن كل ما نقرأه أو نسمعه من تشهير وكشف لقضايا توصف بداية بالفساد ثم يثبت بعد التأكد والتحقيق أنها مجرد اتهامات باطلة ما هو الا سيناريو ذكي وذكي جدا يتم بموجبه تقديم الطعم لتلاميذ السياسة الأغبياء حتى يلتقطونه ويتداولونه فيما بينهم وعلى الملأ ثم يسقط بهتانا وهكذا دواليك ولن تتوقف هذه الحملات ولن يتوقف تدفق الأموال والانفاق المثير للدهشه حتى يفوز مرشح الاخوان او المحسوب عليهم ثم تأتي تحديات المهام المستحيلة لكي يثبت للقطاعات المغيبة من الشعب المصري الحقيقة كما ثبتت لهم عندما أوصلوا بهؤلاء الى سدة البرلمان .
انتظروا قيللا ولا تستعجلوا الأمور سوف نرى ونسمع الكثير وسوف نضحك كثيرا على أغبياء السياسة وعلى كسالى تلاميذها وربما يصفق بعضنا لعمالقتها وأذكياءها ، بقي أن أقول أن من يضحك أولا ويحرق أخيرا لن تقوم له قائمة أبدا هذه مسألة لاتقبل الرهان، في عالم السياسة الذكية هناك ظروف تقتضي من الذكي أن يجني مكاسبه وهو في صف المعارضة على أن يحقق خسائرا نتيجة اخفاق السلطة .وان غدا لناظره قريب ...افهموها بقـــا......