اسدود ومجدل
مقابله مع عبدالله زقوت (1928-2005)
عبدالله زقوت في جوله لقرية اسدود عام 2003
ولدت في أسدود سنة 1923، سكن في القريه حوالي 4000 نسمه. وَُ لدت لعائلة فلاحين وكان بملكنا اراضي وكروم وبيارات. اسدود كانت من القرى الكبيره حيث بلغت مساحتها ما يقارب 60000 دونم إعتاش اهلها على الزراعه. اثناء الحرب العاليمة الثانية اشتغل سكان اسدود في معسكرات الجيش البريطاني. الحياة كانت بسيطة، لم يكن الناس جائعين، وكان الكثير من البيارات وكروم العنب.
في جيل 9 سنوات بدأنا نتعلم فتعلمت باسدود 5 سنوات وفي المجدل 3 سنوات وفي غزة سنتين. ومن بعدها باشرت أعمل كمعلم مدرسة في اسدود. في عام 1948 كانت اسدود ضمن القسم الفلسطيني في قرار التقسيم.
مدرسة البنين
وصل الجيش المصري فشنت معركة ضده وفي نهاية 1948 انسحب الجيش المصري ، لقد بقينا في القرية وشجعنا الناس ان لا يتركوا القرية فرغبنا العيش بتعايش مع اليهود. كان في اسدود 4000 نسمة وبقي 500.
عندما وصل الجيش الاسرائيليي فرض حظر التجول وبعد ذلك وصلت سلطات الجيش للتفتيش عن مظليين قد سقطوا. وفي اليوم التالي امرونا بالخروج للشارع ولم نفكر للحظة بانهم سيأخذوننا للاسر فاخذوا الشباب حتى جيل 17 للاسر والشيوخ والنساء طُردوا للمجدل بسنة 1948.
اغلبية الفلسطينيين لم يحاربوا فالمصريين حاربوا ولم يرغبوا بمشاركة الفلسطينيين بالحرب، من كان معه بارودة اخذوها منه ، وكان هناك افراد دافعوا عن المكان. القيادة المصري تواجدت في المجدل.
أسروني في جديرا حيث كان هناك أيضا مصريون. بعد أن تم تصنيفنا كان معنا المئات من الجيش المصري، وبعد ذلك بايام فتحت سلطات الجيش الطريق بين غزة والمجدل.حتى نهاية عام 1948 لم تبقى اكثرية عربية، فقد طردوهم وحتى لا يقولوا بانهم طردونا إدعوا بان الجيوش العربية نادتنا وهذا غير صحيح.
لقد طردونا وانا شخصياً طردوني للمجدل فعملت فيها معلما ، أذكر انه كان في جديرا حاكما عسكريا اسمه سوكرمان وهو حاول المساعدة. كنا نسكن بشبه "جيتو" وبدأ الناس يزاولون حياتهم الطبيعيه بالعمل والمعيشه. في الليل كان حظرا للتجوال وفي الصباح كنا نخرج للعمل مع حراسة ونرجع مع حراسه. بعد ثلاثة اشهر قرروا طرد السكان. فكان يأتي الجيش بالليل لاخافة الناس كما واعطوا نقودا ورشاوي للذين وافقوا بيع متاعهم والانتقال الىغزة ، اما بالنسبه للذين رفضوا الرحيل الى غزه احضروهم الى اللد. اما عائلتي فقسم منها مايزال يسكن في غزة.
في بداية الخمسينات سوكرمان لم يكن حاكما عسكريا بعد. جاء آخرون وقرروا طرد السكان. لم يستطيعوا طرد السكان لان اسرائيل لم يكن معترف بها في الامم المتحدة. ، كنت مع مجموعة من الشباب المثقفين الذين رفضوا الطرد. حسبنا بانه سيكون سلاما وسيرجع الناس الى قراهم للعيش بسلام. وبما انه لم يمر وقت طويل على وجود اسرائيل وانهم لم يرضوا بأن العالم يعلم بانهم يطردون السكان بطريقه مباشره فعملوا بطرد الناس بصوره غير مباشره.
لم يوافقوا ان استمر بعملي معلما وفضلت البقاء بالمجدل ولم اترك.وبعد أن رفضت التعاون ، نفوني في شهر نيسان من العام 1950 الى عكا ولم يكونوا قد بدأوا بعد بالطرد الجماعي لأن العالم كان على مرأى ومسمع من ذلك. بلغ عدد سكان الجيتو في المجدل حوالي 3000 شخص حيث من بينهم كانوا اشخاص يعملون كما وجاءوا مقاولين يهود واستاجروا عمالا للعمل. في منتصف سنة 1949 بدأ اليهود يصلون للمجدل ، عمل اليهود خارج الجيتو ، انا اشتغلت في القطيف مع اليهود وكان يأتي العمال اليهود للجيتو لاحتساء القهوة وهذا قبل ان يتم طردي.
في ذلك الوقت لكل عدة قرى في الجليل كان حاكما عسكريا، وكان يجب علينا التواجد في مكاتب الحاكم العسكري في الجليل الغربي كل صباح، وبعد عدة اسابيع تم نفيي مره أخرى أما هذه المره كان الى ترشيحا ، الحاكم نقلني بسيارته من عكا لترشيحا كان اسمه موشيه رييس قال باننا نحرض ضد الحكومة ، نفوني لانني كنت ضد الطرد للمجدل. وصلنا ترشيحا ، كان علي ان اتواجد مرتين باليوم عند محطة الشرطة لم يكن عندي بيت ولا عمل او اي شيء ومنعوني من الخروج من القرية ، تعال للشرطة ووقع. سألت عن عائلة بشارة لانني فتشت عن شخص يأوى عندهم- عندما أحتلت الرملة استسلم الناس لشروط الجيش ومع كل هذا تم طرد السكان، بقي انسان الذي طالب باراضيه ونفوه كذلك لترشيحا وسمعت بانه يسكن عند عائلة بشارة- سكنت هناك وكنت اتواجد بمقر الشرطة يوميا.
يوم ما سمعت عن اجتماع في البقيعة فرغبت بحضوره لاعرف ما قد حصل لزوجتي وابنتي حيث تركتهم في المجدل، على الرغم من انه لم يكن مسموح لي بمغادرة ترشيحا. وصلت للاجتماع بالبقيعة ووصلت الشرطة أيضا للتفتيش عن أشخاص، بعض الاشخاص أخباؤني من الشرطه عند عائلة فلاحيين والشرطة لم تجدني ، في اليوم التالي رجعت الى ترشيحا واخبروني بأن الشرطة قد فتشت عني. عندما ذهبت لمكتب الشرطه قال لي الضابط انني كنت في البقيعة وطلب مني تنظيف الاسطبل ، رفضت فضربني وقلت له بانه سيدفع ثمن ذلك فارجعوني الى عكا ومن هناك ارجعونا لترشيحا. كنت بالمعتقل بالليل وعندما وصل رجال الجيش اعتذروا لي على الضرب بشرط ان لا اقدم ضدهم شكوى للكنيست او احد المحاميين وبانني ساكون حرا طليقا في ترشيحا وان قدمت شكوى سوف يحاكمونني ، وافقت ورجعت لعائلة بشارة ، اردت الخروج من السجن ووافقت ان لا اقدم شكوى ، بالحزب الشيوعي اراداوا ان اقدم شكوى فقدموا استجوابا للكنيست ، حاكموني وسجننوني اربعة اشهر بسجن يافا وأطلق سراحي بسبتمبر 1950.
مدرسة البنات
وصلت للمجدل الجيش كان يحكم المدينة ، رأيت اناسا مع اثاث وملابس وامتعه فقد ارادوا الوصول للاردن وقسم اخر اراد البقاء. وفي الصباح اخذوني لعكا وترشيحا مره اخرى.
لم اتواجد بمقر الشرطة ، عملت لفترة من الزمن ، وفي نوفمبر 1950 وصلتني رسالة بان زوجتي وابنتي باللد ، رجعت لعكا واخذت تصريحا للرجوع وفي ذلك الوقت كان الحاكم راييس مسؤولا عن منطقة الجليل وقال لي بانه سيعطيني بيت وسارجع للعمل فقلت له انني لن اقبل عرضه طالما كان بالزي العسكري فاعطاني رسالة ورجعت الى اللد. ومن هنال الى الررملة بامر من الحزب لكي ادير الفرع.
لم ارغب بالبقاء بترشيحا لانها كانت بمثابة سجن لي حيث منعت للخروج من حدود القرية ، اما بالرملة فعملت بالزراعة ومن بعدها بمصنع حتى خرجت للتقاعد ، قمنا بتربية سبعة اولاد.
قبل عام 1948 كنا نغزل بالمجدل ، الغزل كان مصدر رزق مهم لسكان المجدل ، في كل بيت كان نولا والناس اعتاشت من الغزل وكل عائلة اشتغلت ومستوى الحياة كان جيدا وفي زمن الحرب العالمية الثانية تحسن الوضع الاقتصادي بالمجدل. سمحوا للناس باستيراد الاقمشة من الهند للغزل وكل العائلة كانت تشتغل على النول.
وكانت هناك اراضي وبيارات كانت، بلد كبيره وغنية، وكان يأتي الناس للسوق لطحن القمع من كل المنطقة ، وفي زمن الحاكم العسكري استمر الناس بالغزل والعمل بالزراعة بمشاركة الهستدروت.مور من الهستدروت لم يوافق على الطرد هم ساعدوا.فلا يمكن طرد الناس بدون موافقة.